للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاد فخر الدين كاتب المماليك إلى وظيفته مع استمرار قطب الدين ابن شيخ السلامية أيضًا مباشرًا معه.

وفي هذا الشَّهر قام الشَّيخ محمد بن قَوَّام (١) وجماعةٌ من الصَّالحين على ابن نهرة (٢) المغربي الذي كان يتكلَّم بالكلَّاسة، وكتبوا عليه محضرًا يتضمَّن استهانته بالمُصْحف، [وأنّه يتكلَّم في أهل العلم، فأُحضر إلى دار العدل فاستسلم وحُقِن دمه] (٣) وعُزِّر تعزيرًا بليغًا عنيفًا وطِيفَ به في البلد باطنِه وظاهرِه، وهو مكشوفُ الرأسِ ووجهُه مقلوبٌ وظهره مضروب، يُنادى عليه: هذا جزاء من يتكلَّم في العلم بغير معرفة، ثم حُبس وأُطلق فهرب إلى القاهرة، ثم عاد على البريد في شعبان ورجع إلى ما كان عليه.

وفيه قدم بَهَادُرآص من نيابة صفد إلى دمشقَ وهنَّأه الناس.

وفيه قدمَ كتابٌ من السلطان إلى دمشق يتضمَّن (٤) أن لا يولى أحدٌ بمال ولا برِشْوة، فإِنَّ ذلك يُفْضي إلى ولاية من لا يستحق الولاية، [وإلى ولاية غير الأهل] (٥)، فقرأه ابن الزَّمْلَكاني على السُّدَّة وبلغه عنه ابن صَبِيح (٦) المؤذّن، وكان سبب ذلك الشَّيخ تقي الدين بن تيمية .

وفي رجبٍ وشعبانَ حصل للنّاس خوفٌ بدمشق (٧) بسبب أن التَّتَر قد تحرَّكوا [للمجيء إلى الشام] (٨)، فانزعجَ النّاسُ من ذلك وخافوا، وتحول كثير منهم إلى البلد، وازدحموا في الأبواب، وذلك في شهر رمضان، وكثُرت الأَراجيفُ بأنهم قد وصلوا إلى الرَّحْبَة (٩)، وكذلك جرى واشتُهر بأنَّ ذلك بإشارة قَرَاسُنْقُر وذَويه فاللّه أعلم.

وفي رمضانَ جاء كتابُ السلطان أن من قَتَلَ لا يجني أحدٌ عليه، بل يتبع القاتلُ حتى يقتصَّ منه بحكم الشرع الشريف، فقرأه ابن الزَّمْلكاني على السُّدَّة بحضرة نائب السَّلطنة (١٠) تنكِز [وسببه ابن تيمية، هو أمر بذلك وبالكتاب الأول قبله] (١١).


(١) سيأتي في وفيات سنة (٧١٨ هـ).
(٢) في ط: ابن زهرة.
(٣) ليست في ب.
(٤) ليست في ط.
(٥) ليست في ب.
(٦) في ط: ابن حبيب. وهو توهُّم. وسيأتي في وفيات سنة (٧٢٥ هـ).
(٧) ابن خلدون (٥/ ٤٢٦) والنجوم الزاهرة (٩/ ٣٤) وبدائع الزهور (١/ ٤٤٢).
(٨) ليست في ب، والذي فيها: يريدون قصد البلاد.
(٩) "الرَّحْبةُ": قرية من قرى دمشق خربت الآن وهي على مسيرة يوم منها. ياقوت.
(١٠) في ط: ابن.
(١١) ليست في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>