للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الإثنين الخامس والعشرين من ربيع الأول ضُربت عنقُ شخص يقال له: عبد الله الرُّومي (١) وكان غلامًا لبعض التجّار، وكان قد لزم الجامع، ثم ادّعى النبوة واستُتيب فلم يرجع فضربت عنقه، وكان أشقَر أزرقَ العينين جاهلًا، وكان قد خالطه شيطانٌ حسَّن له ذلك، واضطرب عقله في نفس الأمر وهو في نفسه شيطان إنسي.

وفي يوم الإثنين ثاني ربيع الآخر عُقِدَ عَقْدُ السلطان على المرأة التي قدمت من بلاد القبجاق، وهي من بنات الملوك (٢).

وخلع على القاضي بدر الدين بن جماعة وكاتب السر وكريم الدّين وجماعة الأمراء.

ووصلت العساكر في هذا الشهر إلى بلاد سيس وغرق في نهر جاهان (٣) من عساكر طرابُلُس نحو من ألف فارس.

وجاءت مراسيم السلطان في هذا الشهر (٤) إلى الشَّام في الاحتياط على أخبار آل مهنا وإخراجهم من بلاد الإسلام، وذلك لغضب السلطان عليهم لعدم قدوم والدهم مهنَّا على السُّلطان.

وفي يوم الأربعاء رابع عِشْري جمادى الأولى درَّس بالرُّكنية (٥) الشيخ محيي الدين الأسمر الحنفي (٦) وأُخذت منه الجَوْهرية (٧) لشمس الدين الرَّقِّي الأعرج (٨)، وتدريس جامع القلعة لعماد الدين بن محيي الدين الطرَسوسي (٩)، الذي ولي قضاء الحنفية بعد هذا، وأخذ من الرَّقى إمامة مسجد نور الدين بحارة اليهود لعماد الدين بن الكيَّال (١٠)، وإمامة الربوة الشيخ محمد النَّصيبي (١١).

وفي جمادى الآخرة اجتمعت الجيوش الإسلامية بأرض حلبَ نحوًا من عشرين ألفًا، عليهم كلهم


(١) ويقال له: الأزرق، وهو مولى التاجي. ذيول العبر: (ص ١٠٩) ومرآة الجنان (٤/ ٢٥٩).
(٢) هي أخت أزبك. ذيول العبر (ص ١٠٩).
(٣) هو نهر جيحان. تقويم البلدان (ص ٥٠).
(٤) في ط: اليوم.
(٥) المدرسة الركنية الحنفية البرانية: بناها ركن الدين منكورس المتوفي سنة (٦٣١ هـ). الدارس (١/ ٤٩٩، ٥٢٠).
(٦) هو: يحيى بن سليمان الرومي. مات سنة (٧٢٨ هـ). الدرر الكامنة (٤/ ٤١٦). والدارس (١/ ٤٩٩).
(٧) شرقي تربة أم الصالح، داخل دمشق بحارة بلاطة. الدارس (١/ ٤٩٨).
(٨) في ط: البرقي. وهو تحريف. وهو محمد بن أحمد علي الرقي الأعرج. مات سنة (٧٤٢ هـ). الدرر الكامنة (٣/ ٣٤١) والدارس (١/ ٥٢٠) و (٢/ ٢٩٨).
(٩) هو: علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم الطرسوسي. مات سنة (٧٤٨ هـ). الدارس (١/ ٥٢١).
(١٠) الدارس (١/ ٥٢١).
(١١) في أ وط: الصبيبي. وأثبتنا ما في الدارس.

<<  <  ج: ص:  >  >>