للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لخاطره عن المباشرة، وأن يكون معلومه على قضاء العساكر والوكالة، وخلع عليهما بذلك.

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشري رجب رُسم للأئمة الثلاثة الحنفي والمالكي والحنبلي بالصّلاة في الحائط القبلي من الأموي، فعُيّن المحراب الجديد الذي بين باب (١) الزيادة والمقصورة للإمام الحنفي، وعُيّن محراب الصحابة للمالكي، وعين محراب مقصورة الخَضِر الذي كان يصلِّي فيه المالكي للحنبلي، وعوِّض إمام محراب الصَّحابة بالكلَّاسة، وكان قبل ذلك في حال العمارة قد بلغ محراب الحنفية من المقصورة المعروفة بهم، ومحراب الحنابلة من خلفهم في الرواق الثالث الغربي وكانا بين الأعمدة، فَقُلِعت (٢) تلك المحاريب، وعوّضوا با لمحاريب المستقرة بالحائط القبلي واستقر الأمر كذلك.

وفي العشرين من شعبان مسك الأمير تَمُرْتَاش بن جُوبان [الذي أتى هاربًا إلى السطان الناصر بمصر وجماعة من أصحابه] (٣)، وحُبسوا بقلعة مصر (٤)، فلما كان ثاني شوال أُظهر موتُه، يقال: إنّه قتله السلطان وأرسل رأسَه إلى أبي سعيد صاحب العراق ابن خَرْبَنْدا ملك التتار.

وفي يوم الإثنين ثاني شوال خرج الركب الشامي وأميره فخر الدين عثمان بن الأمير (٥) شمس الدين لؤلؤ الحلبي أحد أمراء دمشق، وقاضيه قاضي قضاة الحنابلة عز الدين بن التقي سُلَيمان.

وممّن حج فيها الأمير حسام الدين الشُّبْمقدار، والأمير قَبْجَق والأمير حسام الدين بن النجيبي وتقي الدين بن السَّلْعُوس وبدر الدين بن الصّائغ وابنا جهبل والفخر المصري، والشيخ علم الدين البِرْزالي، وشهاب الدين الطَّاهري.

وقبل ذلك بيوم حكم القاضي جمال الدين (٦) المنفلوطي الذي كان حاكمًا ببعلَبَكَّ بدمشقَ نيابة عن شيخه قاضي القضاة علاء الدين القُونوي، وكان مشكورَ السيرة، تألَّم أهلُ بعلَبَكَّ لفقده، فحكم بدمشقَ عوضًا عن القونوي بسبب عزمه على الحجّ، ثم لما رجع الفخر من الحج عاد إلى الحكم واستمر المَنْفلوطيّ يحكم أيضًا، فصاروا ثلاثةَ نوّاب: ابن جملة والفخر المصري وجمال الدين (٧) المنفلوطي.

وسافر القاضي معين الدين (٧) بن الحشيشي في ثاني عشري شوال إلى القاهرة لينوب عن القاضي فخر الدين كاتب المماليك إلى حين رجوعه من الحجاز، فلما وَصَل وُلّيَ حجابة ديوان الجيش،


(١) ليست في ط.
(٢) في ط: نقلت.
(٣) ليست في ب.
(٤) في ب القاهرة.
(٥) ليست في ط. الدرر الكامنة (٢/ ٤٥٠).
(٦) ليست في ط.
(٧) ليست في ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>