كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وسبعمئة - وممن توفي فيها من الأعيان - ج: 16 - ص: 260

سنة من تدريس الأتَابكية، ثم تحوَّل إلى مصرَ فوُلِّي بها التَّدريس وقضاءَ العسكر، ثمَّ تُوفّي بها يوم الأحد سادس صفر وقد قاربَ التسعين (١) ﵀.

وقد خرَّج له البِرْزاليُّ مشيخةً سمعناها عليه وهو بدمشقَ عن اثنين وعشرينَ شيخًا.

الشيخ الإمام العالم الزاهد: زين الدين أبو محمد عبد الرحمن (٢) بن محمود بن عبيدان البعلبكي الحنبلي، أحد فضلاء الحنابلة، وممَّن صنَّف في الحديث والفقه والتصوّف وأعمال القلوب وكير ذلك، كان فاضلًا له أعمال كثيرة، وقد وقعت له كائنة في أيام الظَّاهر أنه أُصيب في عقله أو زوال فكره، أو قد عمل على الرياضة فاحترقَ باطنُه من الجوع، فرأى خيالات لا حقيقة لها فاعتقد أَنَّها أمرٌ خارجي، وإنما هو خيال فكري فاسد.

وكانت وفاته في نصف صفر ببعلبك، ودفن بباب سطحا ولم يكمل الستين، وصلّي عليه بدمشق صلاة الغائب، وعلى القاضي الزُّرَعي معًا.

الأمير شهاب الدين قَرَطاي (٣): نائبُ طرابُلُس له أوقاف وصدقات، [وبرٌّ وصلات، توفي بطرابُلُس يوم الجمعة ثامنَ عشرَ صفر] (٤) ودفن هناك ﵀.

الشيخ عبد اللَّه (٥) بن يوسف بن أبي بكر الأَسْعرديّ المؤقِّت: كان فاضلًا في صناعة المِيْقات وعلم الاصطرْلاب وما جرى مجراه، بارعًا في ذلك، غير أنه لا يُنْتَفَع (٦) به لسوءِ أَخلاقه وشراستها، ثم إنَّه ضَعُفَ بصرُه فسقط من قيساريَّة بحسى فمات (٧) عشية السبت عاشر ربيع الأول، ودُفن بباب الصغير.

الأمير سيف الدين بَلَبَانُ (٨): طُرْنَا بن (٩) عبد اللَّه الناصري، كان من المقدمين بدمشق، وجرت له فصول يطول ذكرها، ثمَّ توفي بداره عند مئذنة فيروز ليلة الأربعاء حادي عشري ربيع الأول، ودفن بتربة اتخذها إلى جانب داره، ووقف عليها مقرئين، ورتّب (١٠) عندها مسجدًا بإمام ومؤذن.

---

(١) في أ وب السبعين. وأثبتنا ما في ب، وهو الأشبه، لأن ولادتهُ سنة (٦٤٥ هـ) وفي الذيل والشذرات: توفي في صفر عن تسع وثمانين سنة.
(٢) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ٣٤٧) والشذرات (٦/ ١٠٧) وقد جاء في ب: أنّه أبو الفرج، وكذلك في الشذرات.
(٣) ترجمته في الذيل (ص ١٨١) والدرر الكامنة (٣/ ٢٤٨) والنجوم الزاهرة (٩/ ٣٠٤).
(٤) ليست في ب.
(٥) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ٣٠٨).
(٦) في ط: لا ينفع.
(٧) ليست في ط.
(٨) ترجمته في الدرر الكامنة (١/ ٤٩٤) والنجوم الزاهرة (٩/ ٣٠٤) والدارس (٢/ ٣٢٥) وفيه: (طرناه) وفي الدليل الشافي (١/ ١٩٨) توفي في نيابة صفد.
(٩) في أ: طوفان، وفي ط: طوفا.
(١٠) في ط: وبنى.