للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعُزل الأمير جمالُ الدّين (١) نائبُ الكَرَك عن نيابة طَرَابُلُس حسبَ سؤاله في ذلك، وراح إليها طِيْفَال وقدم نائبُ الكَرَك إلى دمشقَ وقد رُسم له بالإقامة في صَرْخد (٢)، فلمَّا تلقاه نائب السّلطنة والجيش نزل في دار السعادة وأخذ سيفه بها ونقل إلى القلعة، ثم نقل إلى صفت (٣) ثم إلى الإسْكندريّة، ثم كانَ آخرُ العهد به.

وفي جمادى الأولى احتيط على دار الأمير بَكْتَمُر الحاجب الحسامي (٤) بالقاهرة، ونُبشت وأخذ منها شيء كثير جدًا، وكان جدَّ أولادِه نائبُ الكَرَك المذكور.

وفي يوم السبت تاسع جمادى الآخرة باشر حسام الدين أبو بكر ابن الأمير عز الدين أيبك التجيبي شد الأوقاف عوضًا عن ابن بكتاش، اعتقل، وخلع على المتولي وهنَّأهُ النّاس.

وفي منتصف هذا الشهر عُلِّق السِّتر الجديد على خزانة المصحف العثماني، وهو من خزٍّ طوله ثمانية أذرع وعرضه أربعة أذرع ونصف، [غرم عليه أربعة آلاف وخمسمئة، وعمل في مدة سنة ونصف] (٥).

وخرج الركب الشّامي يوم الخميس تاسع شوال وأميره علاء الدين المُرْسي، وقاضيه شهاب الدين الظاهري (٦).

وفيه رجع جيشُ حلب إليها وكانوا عشرة آلاف سوى من تبعهم من التُّركمان، وكانوا في بلاد أذنة وطرَسوس وإياس، وقد خربوا وقتلوا وسبوا وأسروا (٧) خلقًا كثيرًا، ولم يعدم منهم سوى رجل واحد غرق بنهر جاهان، ولكن كان قتل الكفار من كان عندهم من المسلمين نحوًا من ألف رجل، يوم عيد الفطر من التجار وغيرهم (٨) فإنا للَّه وإنا إليه راجعون (٩).

وفيه وقع حريق عظيم بحماة فاحترق منه أسواق كثيرة، وأملاك وأوقاف، وهلكت أموال لا تُحصر، وكذلك احترق أكثر مدينة أَنْطاكية، فتألَّم المسلمون لذلك.


(١) جمال الدين آقوش الأشرفي المعروف بنائب الكرك.
(٢) في ط: سلخد. وهو تحريف.
(٣) في الدرر الكامنة (١/ ٣٩٦): صفد والنجوم الزاهرة (٩/ ١١٢): صرفد، والصواب: صفت. وقد سبق ذكرها، وأنها في مصر قرب بلبيس.
(٤) مات سنة (٧٢٤ هـ) كما سلف.
(٥) زيادة من ط.
(٦) هو أحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه الدمشقي. مات سنة (٧٥٥ هـ) الدرر الكامنة (١/ ١٦٧).
(٧) ليست في ط.
(٨) ليست في ط.
(٩) الذيل (ص ١٨٤) وفيه: فوثب الملاعينُ على التجار والعربان فقتلوا ألفي مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>