للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحدة (١) منهنَّ غلاماً يقاتل في سبيل الله. فقيل له: قل: إن شاء الله، فلم يقل، فطاف فلم تلد منهن إلا امرأةٌ واحدةٌ نصف إنسان. قال رسول الله : "والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لو قالَ: إنْ شَاءَ اللهُ، لم يَحْنَثْ وكانَ دركاً لحاجته".

وقوله: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ وذلك لأن النسيان قد يكون من الشيطان، فذِكْرُ اللهِ يطرده عن القلب فيذكر ما كان قد نسيه.

وقوله: ﴿وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾ أي: إذا اشْتبه أمرٌ وأشكَلَ حالٌ والتبس أقوالُ الناس في شيءٍ فارغب إلى الله يُيسّره لك ويسهّله عليك.

ثمّ قال تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾. لما كان في الإخبار بطول مدة لبثهم فائدة عظيمة ذَكَرها تعالى، وهذه التسع المزيدة بالقمرية وهي لتكميل ثلاثمئة شمسية، فإن كل مئة قمرية تنقص عن الشمسية ثلاث سنين. ﴿قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا﴾ أي: إذا سُئِلْتَ عن مثل هذا وليس عندك في ذلك نقلٌ، فرُدَّ الأمرَ في ذلك إلى الله ﷿ ﴿لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي هو العالم بالغيب فلا يُطلع عليه إلا من شاء من خلقه ﴿أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ﴾ يعني أنه يضع الأشياء في مَحالّها لعلمه التام بخلقه وبما يستحقونه.

ثم قال: ﴿مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا﴾ أي: ربك المنفرد بالملك والمتصرف (٢) وحدَه لا شريك له.


(١) في ب: امرأة.
(٢) في ط: المنصرف. وهو تصحيف.