للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروف بابن النقيب، ودُفن بالصوفية وفد قارب السبعين وجاوزها. وكان بارعًا في القراءات والنَّحو والتَّصريف والعربية، وله يد في الفقه وغير ذلك، وولّي مكانه مشيخة الإقراء بأمِّ الصَّالح شمس الدين محمد بن اللَّبَّان (١)، وبالتُّربة الأشرفية الشيخ أمين الدين عبد الوهاب بن السلَّار (٢).

وقدم نائب السلطنة من ناحية الرحبة وتدمر وفي صحبته الجيش الذين كانوا معه بسبب محاربته إلى أولاد مهنا وذويهم من الأعراب في يوم الأربعاء سادس شوال.

وفي ليلة الأحد عاشره توفي الشيخ صلاح الدين خليل (٣) بن أَيْبَك، وكيل بيت المال، وموقع الدست، وصُلّيَ عليه صبيحة الأحد بالجامع، ودُفن بالصوفية، وقد كتب الكثير من التاريخ واللغة والأدب، وله الأشعار الفائقة، والفنون المتنوعة، وجمع وصنّف وألف، وكتب ما يقارب مئتين من المجلدات.

وفي يوم السبت عاشره جُمع القضاة والأعيان بدار السعادة وكتبوا خطوطهم بالرِّضى بخطابة قاضي القضاة تاج الدين السّبكي بالجامع الأموي، وكاتب نائب السلطنة في ذلك.

وفي يوم الأحد حادي عشره استقرّ عزل نائب السلطنة سيف الدين قَشْتَمُر عن نيابة دمشق وأمر بالمسير إلى نيابة صَفَد فأنزل أهله بدار طَيْبُغا حجي من الشّرف الأعلى، وبرز هو إلى سطح المزّة ذاهبًا إلى ناحية صفد (٤).

وخرج المحمل صحبة الحجيج وهم جم غفير وخلق كثير يوم الخميس رابع عشر شوال.

وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شوال توفي القاضي أمين الدين (٥) أبو حيّان ابن أخي قاضي القضاة تاج الدين المسلَّاتي المالكي وزوج ابنته ونائبه في الحكم مطلقًا وفي القضاء والتدريس في غيبته، فعاجلته المنية.

ومن غريب ما وقع في أواخر هذا الشهر أنّه اشتُهر بين النّساء وكثير من العوام أنّ رجلًا رأى منامًا فيه:


(١) الدارس (١/ ٣٦٤).
(٢) الدارس (٢/ ٢٩٨).
(٣) ترجمته في الذيل للحسيني ص (٣٦٤) وطبقات الشافعية (٦/ ٩٤) والوفيات لابن رافع (٢/ ٢٦٨ - ٢٦٩) والدرر الكامنة (٢/ ٨٧) والنجوم الزاهرة (١١/ ١٩) والذيل التام (١/ ١٩٨ - ١٩٩) وفيه: وهو صاحب الوافي بالوفيات وهو على حروف المعجم في نحو ثلاثين مجلدة. اهـ.
(٤) الذيل للحسيني (٣٦١) والذيل التام (١/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٥) ترجمته في: الذيل للحسيني ص (٣٦٦) والوفيات لابن رافع (٢/ ٢٧٣) والدرر الكامنة (٤/ ١٧) والذيل التام (١/ ١٩٧).
وهو: أمين الدين أبو حيّان محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحيم السُّلمي المَسَلَّاتي الشافعي ثم المالكي.

<<  <  ج: ص:  >  >>