للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاضي القضاة بدر الدين بن أبي الفتح (١)، وقد سبقه التقليد بقضاء القضاة مع خالِهِ (٢) تاج الدين (٣) يحكم فيما يحكم فيه مستقلًّا معه ومنفردًا بعده.

وفي شهر اللَّه المحرم رسم نائب السلطنة بتخريب قريتين من وادي التيم وهما مَشْغَرًا (٤) وتلفياثا (٥)، وسبب ذلك أنهما عاصيتان وأهلهما مفسدون في الأرض، والبلدان والأرض حصينة لا يصل إليهما إلا بكلفة كثيرة لا يرتقي إليهما إلا فارس فارس، فخربتا وعُمر بدلهما في أسفل الوادي، بحيث يصل إليهما حكم الحاكم والطلب بسهولة، فأخبرني الملك صلاح الدين بن الكامل أن بلدة تلفياثا عمل فيها ألف فارس، ونقل نقضها إلى أسفل الوادي خمسمئة حمار عدَّة أيام.

وفي يوم الجمعة سادس صفر بعد الصَّلاة صُلِّي على قاضي القضاة جمال الدين يوسف (٦) ابن قاضي القضاة شرف الدين أحمد ابن أقضى القضاة ابن الحُسَين الكَفْري (٧) الحنفي، وكانت وفاته ليلة الجمعة المذكورة بعد مرض قريب من شهر، وقد جاوز الأربعين بثلاث من السنين، وُلِّيَ قضاء قضاة الحنفية، وخطب بجامع يَلْبُغَا، وأحضر مشيخة النفيسيّة (٨)، ودرَّس بأماكن من مدارس الحنفية، وهو أول من خطب بالجامع المستجد داخل باب كَيْسَان بحضرة نائب السلطنة.

وفي صفر كانت وفاة الشيخ جمال الدين عمر (٩) بن القاضي عبد المُحْسن (١٠) بن إدريس الحنبلي محتسب بغداد، وقاضي الحنابلة بها، فتعصَّبت عليه الرَّوافض حتى ضُرب بين يدي الوزارة ضربًا مبرحًا، كان سبب موته سريعًا ، وكان من القائمين بالحق الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، من أكبر المنكرين على الرَّوافض وغيرهم من أهل البدع ، وبلَّ بالرحمة ثراه.


(١) هو: محمد بن محمد بن عبد اللطيف السُّبكي وذكر من قبل غير مرّة.
(٢) في ط: خالد وهو تحريف.
(٣) عبد الوهاب بن علي، ذكر من قبل غير مرَّة.
(٤) في ياقوت: مَشْغَرى.
(٥) في ط: تلبياثا. وأثبتنا ما في الدارس (٢/ ٣٦٨) وكذلك هي في ياقوت.
(٦) ترجمته في الوفيات لابن رافع (٢/ ٢٩٧) والدرر الكامنة (٤/ ٤٤٦) والنجوم الزاهرة (١١/ ٨٦) والذيل التام (١/ ٢٠٩).
(٧) في ط: المزّي. وهو توهم.
(٨) هي دار حديث قبلي المارستان الدقاقي. الدارس (١/ ١١٤).
(٩) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ١٧٣).
(١٠) في ط: عبد الحي وأثبتنا ما في الدرر الكامنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>