للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسم، ولَيَضْرِبَنَّهُمُ المؤمنون حتى لا يَمْنعُوا ذَنَب تَلْعَةٍ (١) ". تفرّد به أحمد من هذا الوجه (٢).

وقال أحمد: حدَّثنا عبدُ الصمد، حدثنا حَمَّادٌ، يعني ابن سلمة، عن أيُّوبَ، عن أبي قِلابة، عن أنَسٍ، عن النبي قال: "لا تقومُ الساعةُ حتَّى يَتَبَاهَى الناسُ في المَسَاجِدِ". ورواه أبو داود، والنسائيّ، وابن ماجه، من حديث حَمَّاد بن سَلَمَة، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن عبد اللَّه بن زيد الجَرْميّ، زاد أبو داود: وعن قتادة، كلاهما عن أنس، عن النبي به (٣).

وسيأتي في ذِكر أشراط الساعة حديثُ ابن مسعود، وفيه: "وَتُزَخْرَفُ المحَارِيبُ، وتَخْرَبُ القُلُوب".

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيدُ بن هارون، حدثنا شَرِيك بن عبد اللَّه، عن عثمان بن عُمَيْر، عن زَاذَان أبي عمر، عن عُلَيم، قال: كُنّا جُلوسًا على سطح، مَعَنا رجل من أصحاب رسول اللَّه ، قال يزيد: لا أعْلَمُهُ إلا عَبْسًا الغِفَاريّ، والناس يخرجون في الطاعون، فقال عَبْس: يا طاعون، خذني، يقولها ثلاثًا، فقال له عُلَيم: لم تقول هذا؟ ألم يَقُلْ رسول اللَّه : "لا يَتَمَنَّى أحدكم المَوْتَ، فإنَّهُ عِنْدَ انْقِطاعِ عَملِه، وَلَا يُرَدُّ فَيَستَعْتِب (٤) "؟، فقال: إني سمعت رسول اللَّه يقول: "بَادِرُوا بالمَوتِ ستًّا: إمْرَةَ السُّفَهاءِ، وكثْرَةَ الشُّرَط، وبَيْعَ الحُكْم، واستِخْفَافًا بالدم، وقطيعةَ الرحم، ونَشَوًا يتخذون القرآن مزامير يقدِّمُونَه لِيُغَنِّيهم، وإن كان أقَل مِنْهُمْ فقهًا". تفرَّد به أحمد (٥).

وفي رواية أبي مُعَلَّى (٦) عن الحكم بن عمرو مثلُه أو نحوُه، كما ذكَرْنا في الزياداتِ على "مسندِ أحمدَ" (٧)، واللَّهَ سبحانَه أحمدُ، وقد قال الطَّبَرانيُّ: حدَّثنا ابنُ إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، حدَّثنا عبدُ اللَّه بن معاويةَ الجُمَحِيُّ، حدَّثنا جَميلٌ (٨) بنُ عُبيدٍ الطائيُّ، حدَّثنا أبو مُعَلَّى (٦)، قال: قال الحكمُ الغِفاريُّ: يا طاعونُ، خُذْني إليك. فقال له رجلٌ مِن القوم: لمَ تقولُ هذا، وقد سمعتَ رسول اللَّه يَقولُ: "لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ"؟ فقال: قد سمعتُ ما سمعتُم، ولكني أُبادرُ ستًّا: بَيْعَ الحُكْمِ، وكثرةَ


(١) "التلعة": أرض مرتفعة غليظة يتردد فيها السيل، ثم يندفع منها إلى تلعة أسفل منها، وهي مجرى الماء من أعلى الوادي إلى بطون الأرض والجمع: التِّلاع و"ذئب التلعة" ما كان أسفلها. وقد رمى بذلك إلى بيان مدى ذلهم وضعفهم وانهيار مَنَعتهم. "لسان العرب" (تلع).
(٢) رواه أحمد (٣/ ٨٦) وهو حديث حسن.
(٣) رواه أحمد في المسند (٣/ ١٣٤) وأبو داود (٤٤٩) والنسائي (٢/ ٣٢) وابن ماجه (٧٣٩) وهو حديث صحيح.
(٤) يستعتب: يترضى عما أصابه في الدنيا.
(٥) رواه أحمد في المسند (٣/ ٤٩٤ - ٤٩٥) وهو حديث صحيح.
(٦) في الأصل: يعلى.
(٧) جامع المسانيد (٣/ ٢٢٥٢).
(٨) في الأصل: حميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>