للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصدقه من الحق وتأليفاً لقلبه، فتوسع كثير من الناس في أخذ ما عنده، وبالغ أيضاً (١) هو في نقل تلك الأشياء التي كثير منها ما لا يساوي مداده، ومنها ما هو باطل لا محالة، ومنها ما هو صحيح لما يشهد له الحق (٢) الذي بأيدينا.

وقد قال البخاري (٣): وقال أبو اليمان: حدّثنا شعيب، عن الزهري، أخبرني حُميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية يحدّث رَهْطاً من قريش بالمدينة. وذَكر كعبَ الأحبار، فقال: " إن كان من أصدق هؤلاء المحدّثين الذين يُحدّثون عن أهل الكتاب، وإن كنا -مع ذلك- لَنَبْلُو عليه الكذب " يعني من غير قصد منه.

وروى البخاري (٤) من حديث الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس أنه قال: " كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزلَ الله على رسوله أحدَثُ الكتب بالله تقرؤونه محضاً لم يُشب، وقد حدَّثكم أن أهل الكتاب بذلوا كتابَ الله وغيّروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أُنزل عليكم".

وروى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل. والله أعلم.


(١) في ب: هو أيضاً.
(٢) في ب: من الحق.
(٣) صحيح البخاري رقم (٧٣٦١)، في الاعتصام، باب قول النبي : "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء".
(٤) رقم (٧٣٦٣).