للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُعَاوية، عن أبي إسحاق، عن عَلقْمة بن قَيْس: سمعتُ ابنَ مسعود يقول في قوله تعالى: ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾ قال: أما إنّها ليست مثلَ الشجر، والجَبَل، ولكنّها مثلُ المدائن، والحُصُون (١).

وقال الطبرانيّ: حدّثنا طالبُ بنُ قرَّةَ، حدّثنا محمد بن عيسى ابن الطبَّاع، حدّثنا مبشر (٢) بن إسماعيل، عن تمَّام بن نَجيح، عن الحسن، عن أنس، قال رسول الله : "لو أنّ شَرَرةً من شرر جهنم بالمَشْرق لَوَجد حَرَّها مَن بالمغرب" (٣).

وقال أحمد: حدّثنا سُفيان، عن الزهريّ، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي ، قال: "اشْتَكتِ النارُ إلى رَبّها، فقالت: أكَلَ بَعْضي بَعْضاً، فأذِنَ لها بَنَفَسينِ، نَفسٍ في الشتاء، ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشدُّ ما يكونُ من الْحَرّ، وأشد ما يكون من البرد، من فَيْح جهنم".

وبهذا الإسناد أن رسول الله قال: "إذا اشتد الحَرُّ فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحرِّ من فيح جهنم" (٤).

وقال أحمد: حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا مَعْمرٌ، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي : قال: "اشتكت النار إلى ربّها، فقالت: ربِّ أكلَ بَعْضي بعضاً فنَفِّسْني، فأذن لها في كُل عامٍ بِنَفسَيْنِ، فأشدُّ ما تَجدُونَ من البَرْدِ من زَمْهرير جَهنّم، وأشدُّ ما تجدُون من الحرِّ من حَرّ جَهنّم". وأخرجه البخاريّ، ومسلم من حديث الزهري (٥).

وقال أحمد: حدّثنا يَزيد، حدّثنا حَمَّادُ بن سَلَمة، عن ثابتٍ البُنَانيّ، عن أنس بن مالك، قال: قال رسولُ الله: "يُؤْتى بأنعَم أهْلِ الدُّنيا من أهْلِ النار يوم القيامة، فيُصْبَغُ في النار صِبْغةً، ثم يقال له: يا ابن آدم، هل رأيتَ خَيْراً قَطّ؟ [هل مَرَّ بكَ نعيمٌ قطّ؟ فيقول: لا والله يا رَبّ،. ويُؤْتى بأشدِّ الناسِ بُؤْساً في الدُّنيا من أهْلِ الْجنَّةِ، فيُصْبغُ في الجَنّة صِبْغَةً، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيْتَ بُؤْساً قطُّ؟ هل مرَّ بكَ شدَّةٌ قطّ؟ فيقول: لا والله يا رَبّ، ما مرّ بي بُؤْسٌ قطّ، ولا رأيتُ شدَّةً قطُ" (٦).

وقال أحمد: حدّثنا رَوْحٌ، حدّثنا سعيد بن أبي عَرُوبةَ، عن قتادةَ، حدّثنا أنس بن مالك: أنّ نَبى الله قال: " يُجاءُ بالكافر يوم القيامة، فيقال له: أرأيتَ لَو كَانَ لكَ مِلءُ الأرضِ ذهباً أكنتَ مُفتدياً به؟ فيقول: نعم، فيقال له: لقد سُئلتَ أيْسَر منْ ذَلِك. فذلك قوله ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ


(١) رواه الطبراني في "الأوسط" رقم (٩١٦).
(٢) في الأصول: حسن.
(٣) رواه الطبراني في " الأوسط " رقم (٣٦٨١) وإسناده ضعيف.
(٤) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢٣٨) ورواه البخاري (٥٣٧) و (٥٣٦) من طريق سفيان، به.
(٥) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢٧٦ - ٢٧٧) والبخاري (٦٢٦٠) ومسلم (٦١٧).
(٦) رواه أحمد في المسند (٣/ ٢٠٣) وأخرجه مسلم رقم (٢٨٠٧) من طريق زيد، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>