للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواسطيّ، حدّثنا خالدُ بن نافعِ الأشعري، عن سعيد بن أبي بُرْدةَ، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله : "إذا اجتمع أهلُ النار في النار، ومعهم من شاء الله من أهل القِبْلَةِ، قال الكفّار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوبٌ فأُخذْنا بها" قال: "فسَمعَ اللهُ ما قالوا، فأمر بمن كان في النار من أهل القِبْلَةِ فأُخْرِجُوا؟ فلمَّا رأى ذلك من بقي في النار من الكفّار قالوا: يا ليتنا كُنّا مسلمين، فنَخْرُجِ كما خَرَجُوا "قال: ثم قرأ رسول الله : أعوذُ باللهِ من الشَّيْطانِ الرَّجيم ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ [الحجر: ١ - ٢].

وقال الطبرانيّ: حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا إسحاق بن رَاهَوَيْه، قال: قلتُ لأبي أُسامة: أحدَّثكم أبو رَوقِ عَطيَّةُ بن الحارث، حدّثني صالحُ بن [أبي] طَرِيف، سألتُ أبا سعيد الخُدْريّ، فقلت له: هل سمعتَ رسول الله يقول في هذه الآية: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾؟ قال: نعم، سمعتُه يقول: "يُخْرِجُ الله ناسًا من المؤمنين من النار بَعْدَما يَأخُذُ نِقْمته منهم" وقال: "لَمَّا أدخلهم النار مع المشركين قال لهم المشركون: تَزعمُون أنكم كنتم أولياء الله في الدنيا، فما بالكم معنا في النار؟ فإذا سمع الله ذلك منهم، أذِنَ في الشَّفَاعةِ لهم، فيشفع الملائكةُ والنبيُّون، ويَشْفَعُ المؤمنون، حتّى يَخرجُوا بإذن الله، فإذا رأى المشركون ذلك قالوا: يا لَيْتَنا كُنا مثلَهم، فتُدركنا الشفاعةُ، فنخرُجَ معهم " قال: "فذلك قول الله تعالى: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ فيُسمَّون في الجنة الجهنميون (٢)، من أجل سوادٍ في وجوههم، فيقولون: يا رَبَّنا أذهب عنّا هذا الاسم، فيأمرهم، فيَغْتسلون في نهر الجنة، فيذهبُ ذلك الاسم عنهم"؟ فأقرَّ به أبو أُسامة، وقال: نعم (٣).

وقال الطبراني: حدّثنا محمد بن العباس، هو الأخْرَمُ، حدثنا محمد بن منصور هو الطُّوسيّ، حدّثنا صالح بن إسحاق الجِهْبذُ، وأثنى عليه يحيى بن مَعين، حدّثنا مُعَرّف بن واصل، عن يعقوب بن أبي نُباتة، عن عبد الرحمن الأغرِّ، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله : "إنَّ ناسًا منْ أهْلِ لا إله إلا الله يَدْخُلونَ النارَ بذنُوبهم، فيقول لهم أهل اللاتِ والعُزَّى: ما أغنَى عنكم قولُكم: لا إله إلا اللهُ، وأنتم مَعَنا في النَارِ؟ فيَغْضَبُ اللهُ لَهُم فيُخْرِجُهُمْ، فَيُلْقيهمْ في نَهْرِ الْحَياةِ، فيبرؤونَ من حَرَقهم، كما يَبَرأ القَمَرُ منْ كُسُوفِهِ، فيدْخُلُون الْجنَّةَ، ويُسمَّوْن فيها الْجَهَنميين "فقال رجل: يا أنس، أنتَ سمعتَ هذا من رَسُولِ الله ؟ فقال أنس: سمعتُ رسولَ الله


(١) وإسناده ضعيف، خالد بن نافع الأشعري فيه كلام، ولكن للحديث شواهد يقوى بها، انظر السنة لابن أبي عاصم رقم (٨٤٣).
(٢) كذا الأصول. وفي صحيح ابن حبان رقم (٧٤٣٢): الجهنميين.
(٣) رواه الطبراني في "الأوسط" (٨١١٠) وفي سنده صالح بن أبي طريف، لم يوثقه غير ابن حبان، وهو حديث حسن بطرقه وشواهده، انظر صحيح ابن حبان رقم (٧٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>