للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصّحابة غَريبةٌ، وورَدَتْ أخبارٌ عَجيبةٌ، وللكلام على ذلك مَوْضِع آخرُ لَيْسَ هذا مَوْضعُه، واللّه أعلم، وأحكم وأكرم.

وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا إبراهيمُ بنُ إسحاق، حدّثنا ابنُ المبارك، عن عمر بن محمَّد بن زيد، حدّثني أبي، عن ابن عمر، قال: قال رسولُ الله : " إذا صَارَ أهْلُ الجَنَّةِ في الْجنَّةِ، وأهْلُ النَّارِ في النَّارِ، جيءَ بالمَوْتِ حتَّى يُوقَفَ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّار، ثمَّ يُذْبِحُ، ثمَّ يُنادي مُنَادٍ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُود ولا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ خُلودٌ ولا مَوْتَ، فَازْدَادَ أهْلُ الجنَّةِ فرَحًا إلى فَرَحِهِمْ، وَازْدَادَ أهْلُ النَّارِ حُزْنًا إلى حُزْنِهمْ ".

وهكذا رواه البخاريّ، عن مُعاذ بن أسَدٍ، عن عبد الله بن المُبارك، به، مثلَه (١).

وقال أحمدُ: حدَّثنا غَسّان بنُ الرَّبِيعِ؛ موصلي، حدّثنا حمّاد بنُ سَلَمة، عن عاصمِ بن بَهْدَلةَ، عن أبي صَالِح، عنْ أبي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُولَ الله قال: " يُؤْتى بالمَوْتِ كَبْشًا أغبر (٢)، فيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقالُ: يا أهْلَ الْجنَّةِ، فَيَشْرَئبُّونَ، وَيَنْظُرُونَ، ويُقالُ: يا أهْلَ النَّارِ، فيَشْرَئبُّونَ، ويَنْظرُونَ، ويُرَوْنَ أن قدْ جَاءَ الفَرَجُ، فَيُذْبحُ، فيُقالُ: خُلودٌ ولا مَوْتَ ". وهذا إسناد غريب من هذا الوجه (٣).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا يزيدُ وابن نُمَيْرٍ، قالا: حدّثنا محمد بنُ عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ : "يُؤْتَى بالمَوْتِ يَوْم الْقِيامَةِ فَيُوقَفُ على الصِّرَاطِ، فيُقالُ: يا أهْلَ الْجَنَّةِ، فيطلِعُون خَائِفينَ وَجِلينَ أنْ يُخْرجوا -" وقال يزيد: "أنْ يَخْرُجُوا- منْ مَكَانِهِم الَّذي هُمْ فِيهِ، فيُقالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قالوا: نعم، رَبُّنا، هذا الموتُ، ثمَّ يُقالُ: يا أهْلَ النَّارِ، فيطَّلعُونَ فرحينَ، مُسْتَبْشرينَ أنْ يُخْرَجُوا منْ مَكانِهِمُ الَّذي هُمْ فيهِ، فيُقالُ: هَلْ تَعْرفُونَ هَذا؟ قالوا: نعم، هذا المَوْتُ، فيُؤْمر به فيُذْبح على الصِّراطِ، ثمَّ يُقالُ لِلْفَريقين كِلَيْهما: خُلُودٌ فيما تَجِدُونَ، لا مَوْتَ فيه أبدًا ".

إسناده جيِّد قَوي على شرط الصحيح، ولم يُخْرِجْهُ أحدٌ منْ هذا الوجه (٤).

وقال البزّار: حدَّثنا بِشْرُ بن آدم، حدَّثنا نافعُ بنُ خالدٍ الطَّاحي، حدَّثنا نُوحُ بنُ قَيْس الطَّاحِي، عن أخيه خالد بن قيس، عن قتادةَ، عن أنس، عن النبيّ قال: " يُؤتَى بالمَوْتِ يَوْمَ القِيامَةِ فيُوقفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنارِ، فَيُذْبحُ، فَيُقالُ: يا أهْلَ الْجَنَّةِ، خُلودٌ ولا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ خُلودٌ،


(١) رواه أحمد في المسند (٢/ ١١٨) وابن المبارك في " الزهد " (٢٨٠ - زوائد نعيم) والبخاري (٦٥٤٨).
(٢) في نسخة " مسند الإمام أحمد " طبع مؤسسة الرسالة: كبشًا أغثر، في لسان العرب (٥/ ٧) أي. ليس بأحمر ولا أسود ولا أبيض. وفي النهاية (٣/ ٣٤٢) هو الكدر اللون كالأغبر والأربد.
(٣) رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٢٠)، وهو حديث صحيح، يشهد له الذي بعده.
(٤) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>