للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا، وعند الله صغيرًا، وإنها لم تكن نبوة قط، إلا تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها مُلكًا، فستخبُرُون وتجرِّبون الأمراء بعدي (١).

وفي " المسند " من حديث حمَّاد بن سَلَمةَ، عن الجُرَيْرىِّ، عن حَكيم بن مُعَاويةَ، عن أبيه، أنَّ رسولَ الله قال: " أنْتُمْ آخر الأمم، وأكْرَمُها على اللهِ، وما بَيْنَ مِصْرَاعينِ منْ مَصَاريعِ الْجَنَّةِ مَسِيرةُ أرْبَعينَ عَامًا، وَلَيأتِينَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وإنَّه لكَظيظٌ ".

ورواه البيهقيّ من طريق عليّ بن عاصم (٢)، عن سَعيدٍ الجُرَيْريّ، عن حَكيم بن مُعَاويةَ، به، وقال: " مَسيرةُ سَبْعِ سِنينَ " (٣).

وقال يعقوب بن سُفْيَانَ: حدَّثنا الفضل بنُ الصَّبَّاح، أبو العبَّاس، حدّثنا مَعْنُ بنُ عِيسى، حدّثنا خالدُ بن أبي بَكْر بن عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْد اللّهِ بْنِ عمر، عنْ سالِم بْن عَبْدِ اللهِ، عن أبيه، قال: قال رسولُ الله : " بابُ أُمَّتي التي تَدْخُلُ منْهُ الجَنَّةَ عَرْضُه مَسيرةُ الرَّاكِب المُجوِّدِ ثَلاثًا، ثمّ إنَّهُمْ ليُضغَطُونَ (٤) عَلَيْهِ حتَّى تَكَادَ مَناكِبُهمْ تزُولُ". وقد رواه الترمذي من حديث خالد هذا، ثم قال: وسألتُ مُحمّدَ بن إسماعيل البخاريّ عن هذا الحديث، فلم يَعْرفْه، وقال: لخالد بن أبي بكر مَناكيرُ عن سالم (٥). قال البيهقيّ: وحديثُ عُتْبةَ بنِ غَزْوانَ: " أرْبَعينَ سَنةً " أصحُّ.

وروى عبد بن حُمَيد في " مسنده " عن الحسن بن موسى الأشيب، عن ابن لهيعة، عن دَرَّاجِ، عنْ أبي الهَيْثَم، عنْ أبي سَعيدٍ، عن رسولِ الله ، قال: " إنَّ ما بَيْنَ مِصْرَاعينِ في الْجنَّهِ لَمسيرةُ أرْبَعينَ سنةً " (٦).

فأمَّا حَدِيثُ لَقيطِ بنِ عَامِرٍ: أن رسولَ اللهِ قال: " إنَّ لِلنَّارِ سَبْعةَ أبْوَابٍ ما منهن بَابانِ إلَّا يَسيرُ الرَّاكبُ بَيْنَهُما سَبْعينَ عامًا، وكذلك قال في بُعد ما بين أبواب الجنة، فهو حديثٌ مَشْهُورٌ (٧) وحَمَلهُ بَعْضُ العُلْمَاءَ على بُعد ما بين الباب إلى الباب الآخر، لا على ما بين المصراعين اللذَين في باب


(١) رواه مسلم رقم (٢٩٦٧).
(٢) في الفاسية: علي بن أبي عاصم.
(٣) رواه أحمد في المسند (٥/ ٣) والبيهقي في " البعث والنشور " (٢٦٣) وإسناده حسن.
(٤) في الأصول: ليضطغطون.
(٥) رواه الترمذي رقم (٢٥٤٨) وإسناده ضعيف.
(٦) رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " رقم (٩٢٤) وأخرجه أحمد في المسند (٣/ ٢٩) من طريق الحسن ابن موسى به، وإسناده ضعيف، ولكن للحديث شاهد من حديث معاوية بن حيدة السابق يقوى به.
(٧) رواه أحمد في المسند (٤/ ١٣ - ١٤) قال المصنف عنه فيما سبق: حديث غريب جدًا، وألفاظه في بعضها نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>