للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زوْجةً، وتُنْصبُ له قُبَّةٌ منْ لُؤْلُؤٍ وزَبْرَجَدٍ ويَاقُوتٍ، كما بَيْن الْجَابيَة وَصَنْعَاءَ". وَأسْندهُ أحْمَدُ عَنْ حَسَنٍ، عَنْ ابن لَهِيعَةَ، عنْ دَرَّاج، به، ورواه الترمذيُّ عَنْ سُوَيْدِ بن نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنْ رِشْدِينَ، عَنْ عَمْرِو بن الحَارِث … ، فذكره بإسناده نَحْوَهُ (١).

وقال محمدُ بن جَعْفر الفريابيُّ: حدّثنا أبو أيُّوبَ سُلَيمانُ بنُ عبد الرَّحْمنِ، حدّثنا خالدُ بنُ يزيدَ بن أبي مالِكٍ، عنْ أبيه، عَنْ خالِدِ بن مَعْدانَ، عَنْ أبي أُمامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ، قال: "ما مِنْ عَبْدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إلَّا وَيُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعينَ زَوْجةً، ثنتين منَ الحورِ العِينِ، وسبعين منْ أهْلِ مِيرَاثِه منْ أهْلِ الدُّنْيا، لَيْسَ منهنَّ امرأةٌ إلا ولَها قُبُلٌ شَهيٌّ، ولَهُ ذكَرٌ لا يَنْثني". وهذا حَديثٌ غَريبٌ جدًّا، والْمَحْفوظُ -كما تقدَّم- خِلافُه، وهو اثنتان من بنَاتِ آدَمَ، وسَبْعونَ منَ الْحُورِ الْعِين، فالله أعلم.

وخَالِد بن يَزيد بن أبي مَالكٍ هَذَا تَكلَّم فيه الإمام أحمدُ، وَيَحْيَى بنُ مَعين، وغيْرُهُما، وضعَّفُوه، ومِثْلُه قَدْ يَغْلَطُ، ولا يُتْقِنُ.

ورَوَى أحمدُ، والتِّرْمذيُّ، وصحَّحَهُ، وابنُ مَاجَهْ، منْ حديثِ بَحيْر بن سَعْدٍ، عن خالد بن مَعْدَانَ، عن المِقْدَامِ بن مَعْديكرِبَ، قال: قال رسولُ الله : "إنَّ للشَّهيدِ عند الله لَستَّ خِصالٍ، يُغْفرُ لهُ عِنْدَ أوَّلِ دُفعة من دمه، وَيرَى مَقْعدَهُ في الجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُجارُ منْ عذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمنُ منَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وَيُوضَعُ على رأْسِه تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتةُ منْهُ خيْرٌ منَ الدُّنْيا وما فِيها، ويُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعينَ زوْجةً منَ الحُورِ العِين، ويَشْفعُ في سبْعينَ إنسانًا منْ أقَارِبهِ" (٢).

فأمَّا الحديثُ الّذِي رواهُ مُسْلمٌ في "صحيحِهِ": حدّثني عَمرو النّاقدُ، وَيَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهيمَ الدَّوْرقيُّ جَميعًا، عن ابنِ عُلَيَّةَ، واللّفظُ ليَعْقُوبَ، قال: حدّثنا ابنُ عُلَيَّة، حدّثنا أيُّوبُ، عن محمّدٍ، قال: إمَّا تَفَاخَرُوا، وإمَّا تَذَاكَرُوا: الرِّجَالُ أكْثرُ في الْجَنَّةِ أمِ النِّساءُ؟ فقال أبو هُرَيرةَ: ألَمْ يَقُلْ أبُو القَاسم : "إن أوَّلَ زُمْرَةٍ تدخل الْجَنَّةَ على صُور القمَرِ ليْلةَ البَدْرِ، وَالَّتي تَليها على أضْوَإِ كَوْكبٍ دُرِّيّ في السَّماءِ، لِكلِّ امْرئٍ منْهُمْ زوْجَتانِ اثْنَتَانِ، يُرى مُخُّ سُوقِهما منْ وَرَاءِ اللّحْمِ، وما في الْجَنَّة أعْزَبُ".

وفي "الصَّحيحين" منْ رِوايةِ همَّامٍ، عن أبي هُرَيرةَ، نَحْوُهُ (٣).

فالمرادُ منْ هذا أنَّ هَاتيْنِ منْ بناتِ آدَمَ، وله غيرهما منَ الحُورِ العِينِ ما شاءَ اللهُ ﷿، كما تَقَدَّمَ تفصيلُ ذلك آنِفًا، واللهُ أعلمُ.


(١) رواه أحمد في المسند (٣/ ٧٦) والترمذي رقم (٢٥٦٢) وإسناده ضعيف.
(٢) رواه أحمد في المسند (٤/ ١٣١) والترمذي (١٦٦٣) وابن ماجه (٢٧٩٩) وهو حديث حسن.
(٣) رواه مسلم (٢٨٣٤) والبخاري (٣٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>