للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواهُ التِّرْمذيُّ من طريقِ ابن المُبارَكِ، عن يَحْيَى بنِ أبي كثِيرٍ، وقال: حَسَن، ولم يَذكُرِ الثلاثةَ الذين منْ أهْلِ النّارِ (١).

وثبت في "صحيحِ مُسْلِم"، من حديث عِيَاضِ بن حِمَارٍ (٢) المُجَاشعيِّ، عن النّبيِّ ، قال: "أهْلُ الْجَنَّةِ ثلاثةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفّقٌ، وَرَجُلٌ رَحيمُ القَلْبِ بكُلِّ ذي قُرْبَى ومُسْلِمٍ، وعَفيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ. وأهلُ النار خمسةٌ: الضّعيفُ الّذي لا زَبْرَ (٣) له، الَّذين هُمْ فيكمْ تَبَعًا، لا يَبْغُونَ أهْلًا ولا مالًا، وَالْخائنُ الّذي لا يَخْفَى لهُ طَمَعٌ وإنْ دَقَّ إلّا خانَهُ، ورَجلٌ لا يُصْبحُ ولا يُمْسي إلّا وهُوَ يُخادِعُكَ عنْ أهْلِكَ ومَالِكَ، وذَكرَ البُخْلَ والكَذِبَ. والشِّنْظيرُ الفَحَّاشُ" (٤).

وتقدَّمتِ الأحاديثُ عن رسولِ الله أنّهُ قال: "اطَّلَعْتُ في الْجنَّةِ فَرَأَيْتُ اْكْثرَ أهْلِها الفُقَراءَ، وَاطلَعْتُ في النّار فَرَأَيْتُ أكْثرَ أهْلِهَا النِّسَاءَ وَالأغْنياءَ" (٥).

وتقدَّمَ الحديثُ الواردُ منْ طريقِ حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبَّاسٍ مرفوعًا: [أوَّلُ منْ يُدْعَى إلى الجنة يَوْمَ القِيَامةِ الْحَمَّادُونَ الَّذينَ يَحْمدُونَ اللهَ في السَّرَّاء وَالضّراءِ" (٦).

وثبت في "الصَّحيحين" منْ حديثِ سُفيانَ الثّوْريّ، وشُعْبَةَ، عن مَعْبَدِ بن خالدٍ، عن حارثةَ بن وَهْبٍ، عن النّبيِّ أنّهُ قال: "ألا أُخْبِرُكم بأهلِ الجنّةِ؟ كلُّ ضَعيف مُتَضَعَّف لوْ أقْسَمَ على اللهِ لأبَرَّه، ألا أُخْبِرُكم بأهلِ النّارِ؟ كلُّ عُتُلِّ جَوَّاظٍ مستكبر" (٧).

وقال أحمدُ: حدّثنا عليُّ بن إسْحاقَ، أخبرنا عبدُ اللهِ، أخبرنا مُوسى بن عُلَيّ بن رَباحِ، سَمِعْتُ أبي يُحدِّثُ، عن عبدِ اللهِ بن عَمْرٍو، عن رَسُولِ الله قال: "أهْلُ النّارِ كلُّ جَعْظَريٍّ جَوَّاظٍ (٨) مُسْتكْبرٍ جَمَّاعٍ منّاعٍ، وأهْلُ الجنّةِ الضُّعَفاءُ المَغْلُوبونَ" (٩).

وقال الطَّبرانيُّ: حدّثنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ، حدّثنا مُسْلِمُ بن إبراهيمَ، حدّثنا أبو هلالٍ الرَّاسبيُّ،


(١) رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٢٥) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٤/ ١٧٨١٨) والترمذي من طريق علي بن المبارك، به رقم (١٦٤٢) وإسناده ضعيف.
(٢) في (آ): حماد، وهو خطأ.
(٣) أي لا عقل له ينهاه عن الإقدام على ما لا ينبغي.
(٤) رواه مسلم رقم (٢٨٦٥) (٦٣) والشنظير: السيئ الخلق.
(٥) رواه أحمد في المسند (٢/ ١٧٣) وإسناده ضعيف، ولكن له طرق وشواهد يقوى بها، دون قوله: "الأغنياء" فقد ثبت عن جمع من الصحابة دون هذه الزيادة، وهو منكر بهذه الزيادة.
(٦) رواه الطبراني في "الكبير" رقم (١٢٣٤٥) وفي "الأوسط" رقم (٣٠٥٧) وفي "الصغير" رقم (٢٨٨) وإسناده ضعيف.
(٧) رواه البخاري (٤٩١٨) و (٦٦٥٧) ومسلم (٢٨٥٣).
(٨) الجعظري: القط الغليظ، والجواظ: الجموع المنوع.
(٩) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢١٤) وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>