للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتينا إلى سعدٍ ليجمعَ بيننا … فشتّتنا سعدٌ فلا نحنُ من سعد (١)

وهل سعدُ إلّا صَخرةٌ بِتنوفةٍ … من الأرض لا يَهدي لغيّ ولا رُشْد (٢)

قال ابن إسحاق: وكان في دوس صنم (٣) لعمرو بن حُممة الدوسي.

قال وكانت قريش قد اتخذت صنمًا على بئر في جوف الكعبة يقال له: هبل، وقد تقدم فيما ذكره ابن هشام أنه أول صنم نصبه عمرو بن لُحَي لعنه الله.

قال ابن إسحاق (٤): واتخذوا إسافًا ونائلة على موضع زمزم ينحرون عندهما. ثم ذكر أنهما كانا رجلًا وامرأةً، فوقع عليها في الكعبة فمسخهما الله حجرين (٥). ثم قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عَمْرة أنها (٦) سمعت عائشة تقول: ما زلنا نسمع أن إسافًا ونائلة كانا رجلًا وامرأةً من جُرهم، أحدثا في الكعبة، فمسخهما الله ﷿ حجرين. والله أعلم.

وقد قيل (٧) إن الله لم يمهلهما حتى فجرا فيها، بل مسخهما قبل ذلك، فعند ذلك نُصِبا عند الصفا والمروة، فلما كان عمرو بن لُحي نقلهما فوضعهما على زمزم وطاف الناس بهما. وفي ذلك يقول أبو طالب:

وحيث يُنيخُ الأشْعَرونَ ركابَهُم … بِمُفْضَى السُّيولِ من إسافٍ ونائلِ (٨)

وقد ذكر الواقدي: أن رسول الله لما أمر بكسر نائلة يوم الفتح خرجت منها سوداء شمطاء تخمش وجهها وتدعو بالويل والثبور (٩).

وقد ذكر السهيلي: أن أجا وسلمى وهما جبلان بأرض الحجاز إنما سميا باسم رجل اسمه أجا بن عبد الحي فَجَرَ بسلمى بنت حام فصلبا في هذين الجبلين فعرفا بهما. قال: وكان بين أجا وسلمى صنم لطيّئ يقال له: فَلْس (١٠).


(١) في ط: ليجمع شملنا .. وكذلك في الأصنام ص (٣٧).
(٢) في ط: لا يدعو. وفي الأصنام: لا يُدعى.
(٣) هو ذو الكفين، كما ذكر ابن الكلبي ص (٣٧).
(٤) السيرة (١/ ٨٢).
(٥) في ب: فمسخا حجرين.
(٦) في ط، والسيرة: أنها قالت سمعت.
(٧) الروض الأنف (١/ ١٠٥).
(٨) البيت في السيرة (١/ ٨٣)، وروض الأنف (١/ ١٠٦)، والأصنام ص (٢٩).
(٩) المغازي (٢/ ٨٤١).
(١٠) الروض الأنف (١/ ١٠٧ - ١٠٨). والأصنام ص (٥٩).