للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا إسناد غريب من هذا الوجه.

وقد رواه الطبراني من وجه آخر فقال في كتابه "المعجم الكبير" (١): حدّثنا محمد بن السَّرِي بن مهران بن الناقد البغداي، حدّثنا محمد بن حسان السَّمْتي (٢)، حدّثنا محمد بن الحجاج، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس. قال: قدِم وفدُ عبد القيس على النبي فقال: "أيّكم يَعْرفُ القُسَّ بن ساعدة الإيادي"؟ قالوا: كلّنا يعرفه يا رسول الله. قال: "فما فعل"؟ قالوا: هلك. قال: "فما أنساهُ بعُكَاظ في الشّهْرِ الحرامِ وهُوَ على جَمَلٍ أحْمَرَ وهُو يخطُبُ الناسَ، وهو يقول: يا أيها الناسُ اجْتمعوا واستَمِعوا وعُوا، من عاشَ ماتَ، ومَن ماتَ فاتَ، وكل ما هو آتٍ آت. إن في السماء لخبرًا، وإن في الأرض لعبرًا، مهاد موضوع، وسقفٌ مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تَغُور. أقسم (٣) قسٌّ قَسمًا حقًا لئن كان في الأمر رِضىً ليكون بعده سخط. إن لله لدينًا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون. أَرَضوا بالمقام فأقاموا. أم تُرِكوا فناموا". ثم قال رسول الله : "أفيكم من يروي شعرَهُ"؟ فأنشده بعضُهم: [من مجزوء الكامل]

في الذاهبين الأوليـ … ـنَ من القرونِ لنا بصَائر

لمّا رأيتُ مَواردًا … للموْتِ ليسَ لها مصادر

ورأيتُ قَومي نحوَها … يَسعى الأصاغِرُ والأكابر (٤)

لا يرجع الماضي إليَّ … ولا من البَاقِين غابر

أيقنتُ أني لا محا … لَةَ حيثُ صارَ القومُ صائر

وهكذا أَورده الحافظ البيهقي في كتابه دلائل النبوة من طريق محمد بن حسّان السَّمْتي (٥)، به.

وهكذا رويناه في الجزء الذي جمعه الأستاذ أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه في "أخبار قُسّ" (٦) قال: حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم الديْرعَاقُولي (٧)، عن سعيد بن شبيب، عن محمد بن


(١) المعجم الكبير (١٢٥٦١).
(٢) في ط: السهمي، وهو تحريف. والسَّمْتي نسبة إلى السمت والهيئة. اللباب (٢/ ١٣٦)، ومحمد بن حسان بن خالد الضبي السمتي، أبو جعفر البغدادي، محدث صدوق، لين الحديث. توفي سنة (٢٢٨ هـ). تقريب التهذيب (٢/ ١٥٣).
(٣) في ط. وأقسم.
(٤) هذا البيت والذي يليه ليس في ب.
(٥) في ط: السلمي، وهو تحريف. والخبر في دلائل النبوة (٢/ ١٠٤).
(٦) تفرد ابن كثير في الإشارة إلى هذا الكتاب، ولم أقف على أحد غيره ذكره فيما رجعت إليه.
(٧) الديرعاقولي: نسبة إلى دير عاقول من قرى بغداد. اللباب (١/ ٥٢٣).