للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [الواقعة: ٨] ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ [الواقعة: ١٠] فأنا من السابقين، وأنا خيرُ السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣] وأنا أتقى ولدِ آدمَ وأَكْرَمُهم على الله ولا فخر؛ ثم جعل القبائل بيوتًا فجعلني في خيرها بيتًا، وذلك قوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣]. فأنا وأهلُ بيتي مطهَّرون من الذنوب.

وهذا الحديث فيه غرابة ونكارة (١).

وروى الحاكم والبيهقي (٢) من حديث محمد بن ذكوان -خال ولد حماد بن زيد- عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر قال: إنا لقعودٌ بِفِنَاءَ النبيِّ إذْ مرَّتْ به امرأة، فقال بعض القوم: هذه ابنةُ رسولِ الله . قال أبو سفيان: مَثَلُ محمد في بني هاشم مَثَلُ الرَّيحانة في وسط النَّتْن. فانطلقتِ المرأةُ فأخبرتِ النبيَّ فجاء رسولُ الله يُعْرَف في وجهه الغَضَبُ فقال: "ما بالُ أقوالٍ تبلغُنُي عن أقوام: إنَّ الله خلق السماواتِ سبعًا، فاختار العُلْيا منها فأسكنها مَنْ شاءَ من خلقه، ثمِ خلق الخَلْق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مُضَر، واختار من مُضَر قريشًا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم؛ فأنا من خيار إلى خيار، فمَنْ أحبَّ العرب فبحبَّي أحَبَّهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم".

وهذا أيضًا حديثٌ غريب.

وثبت في الصحيح (٣) أنَّ رسولَ الله قال: "أنا سيِّدُ ولدِ آدم يومَ القيامةِ ولا فَخْر".

وروى الحاكم والبيهقي (٤) أيضًا من حديث موسى بن عُبيدة، حدثنا عمرو بن عبد الله بن نوفل، عن الزُّهْري عن أبي أسامة وأبي سلمة (٥)، عن عائشة قالت: قال رسولُ الله : "قال لي جبريل: قلَّبت الأرض من مشارقها ومغاربها فلم أجدْ رجلًا أفضلَ من محمد، وقلَّبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضلَ من بني هاشم".

قال الحافظُ البيهقيّ (٦): وهذه الأحاديث وإنْ كان في رواتها من لا يُحْتَجُّ به (٧)،


(١) إسناده تالف قيس بن عبد الله لا نعرفه، وإن كان محرفًا عن قيس بن الربيع -وهو الأرجح- فهو ضعيف كما هو مبين في تحرير التقريب (٣/ ١٨٦)، وعباية بن ربعي شيعي ضعيف (الميزان ٢/ ٣٨٧) ومن المحتمل أن الأعمش أخذه عن موسى بن طريف (وهو كذاب كما في الميزان ٤/ ٢٠٨) عن عباية، فدلسه.
(٢) الحاكم في المستدرك (٤/ ٧٣) والبيهقي في دلائل النبوة (١/ ١٧١). أقول: وإسناده ضعيف.
(٣) مسلم (٢٢٧٨) من حديث أبي هريرة .
(٤) في دلائل النبوة (١/ ١٧٦) والطبراني في "الأوسط" رقم (٦٢٨٥) وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
(٥) في الدلائل: عن أبي سلمة فقط.
(٦) في الدلائل (١/ ١٧٦).
(٧) في المطبوع من الدلائل: "يصح به" وهو تحريف.