للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الحديث في صِحَّتِه نظر، وقد رواه الحافظ ابن عساكر (١) من حديث سفيان بن محمد المصِّيصي، عن هشيم، عن يونس بن عُبيد، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله : "مِنْ كرامتي على الله أني وُلدْتُ مَخْتُونًا ولم ير سوأتي أحد".

ثمَّ أورده (٢) من طريق الحسن بن عرفة عن هشيم به.

ثم أورده (٣) من طريق محمد بن محمد بن سليمان -هو الباغَنْدِي- حدّثنا عبد الرحمن بن أيوب الحمصي، حدّثنا موسى بن أبي موسى المقدسي، حدّثني خالد بن سلمة، عن نافع، عن ابن عمر قال: ولد رسول الله مسرورًا مختونًا.

وقال أبو نعيم (٤): حدّثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، حدّثنا الحسين بن أحمد بن عبد الله المالكي، حدّثنا سليمان بن سلمة الخَبَائري، حدّثنا يونس بن عطاء، حدّثنا الحكم بن أبان، حدّثنا عكرمة، عن ابن عباس، عن أبيه العباس قال: وُلد رسولُ الله مختونًا مسرورًا، فأَعجبَ ذلك جدَّهُ عبد المطلب وحَظِيَ عنده، وقال: ليكونَنَّ لابني هذا شأن. فكان له شأن.

وقد ادَّعى بعضُهم صِحَّتَه لما ورد له من الطرق، حتى زعم بعضُهم أنه متواتر، وفي هذا كُلِّهِ نظر.

ومعنى مختونًا: أي مقطوع الخِتان: ومسرورًا: أي مقطوع السُّرَّةِ من بَطْنِ أُمِّه.

وقد روى الحافظُ ابن عساكر (٥) من طريق عبد الرحمن بن عُيينة البصري، حدّثنا عليُّ بن محمد المدائني السلمي، حدّثنا سلمة بن محارب بن مسلم بن زياد عن أبيه، عن أبي بكرة، أنَّ جبريل خَتَنَ النبي حين طَهَّر قَلْبَه. وهذا غريبٌ جدًا.

وقد رُوي أنَّ جدَّهُ عبد المطلب خَتَنهُ وعمِلَ له دَعْوَةً جمع قريشًا عليها، والله أعلم.

وقال البيهقي (٦): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأني أحمد (٧) بن كامل القاضي -شفاهًا- أنَّ محمد بن إسماعيل حدَّثَه -يعني السلمي (٨) - حدّثنا أبو صالح [عبدُ الله بن صالح قال:] (٩) حدّثني معاوية بن صالح


(١) في تاريخه (ص ٢١١).
(٢) (ص ٢١٢).
(٣) (ص ٢١٣).
(٤) في دلائل النبوة (١/ ١٥٤/ ٩٢).
(٥) ليس الخبر في تاريخ دمشق القسم الأول والثّاني من طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق. وهو في طبعة دار الفكر ٣/ ٤١٠، وأخرجه الطبراني في الأوسط ٦/ ٧٠ (٥٨٢١).
(٦) في الدلائل (١/ ١١٣).
(٧) في ط: محمد تصحيف والمثبت من ح والدلائل وترجمته في سير أعلام النبلاء (١٥/ ٥٤٤).
(٨) في الدلائل: أن محمد بن إسماعيل السلمي حدثهم.
(٩) ما بين معقوفين من الدلائل.