للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لك غلامٌ فانظرْ إليه، فلمَّا جاءها أخبرَتْهُ وحدَّثَتْهُ بما كانتْ رأتْ حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت أن تسمِّيه. فأخذه عبدُ المطلب، فأدخله على هُبَل في جوف الكعبة، فقام عبد المطلب يدعو ويشكر الله ﷿ ويقول: [من الرجز]

الحمدُ للهِ الذي أعطاني

هذا الغلامَ الطيِّبَ الأرْدان (١)

قد سادَ في المَهْدِ على الغِلْمانِ

أُعِيذُه بالبيتِ ذي الأرْكانِ

حتى يكونَ بُلغةَ الفِتْيَانِ

حتى أراه بالغَ البُنْيانِ

أعيذُهُ من كلِّ ذي شَنَآنِ

من حاسدٍ مضطَرِبِ العِنان

ذي هِمَّةٍ ليس له عَيْنانِ

حتى أراه رافعَ اللسان (٢)

أنتَ الذي سُمِّيتَ في القرآن

في كُتُبٍ ثابتة المَباني (٣)

أحمدُ مكتوبٌ على اللسان

وقال البيهقي (٤): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أنبانا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم الدَّارَابْجِردي (٥) -بمرو- حدّثنا أبو عبد الله البوشَنْجي، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن سلمة الخبائري، حدّثنا يونس بن عطاء بن عثمان بن ربيعة بن زياد بن حارث الصُّدَّائي -بمصر- حدّثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: وُلِدَ رسولُ الله مَخْتُونًا مَسْرُورًا، قال فأعجب ذلك جدَّه عبد المطلب وحظِيَ عنده وقال: ليكوننَّ لابني هذا شأن. فكان له شأن (٦).


(١) "الأردان": جمع رُدْن، وهو أصل الكمّ. اللسان (ردن) وفي الأساس: كن طيب الأردان وإن لم تلبس الأردان. الأخيرة جمع رَدَن بالتحريك، وهو الحرير والخز.
(٢) في تاريخ ابن عساكر: البنيان.
(٣) في ط: المثاني، والمثبت من ح والدلائل.
(٤) في الدلائل: (١/ ١١٤).
(٥) في ح: الدرايَرْدي، وفي ط: الدرابودي، والمثبت من دلائل البيهقي. ولم أقف على ترجمة له.
(٦) أخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ١٠٣) من طريق يونس بن عطاء عن الحكم بن أبان ونقله عنه ابن عساكر في تاريخه السيرة النبوية - القسم الأول (ص ٢١٠).