للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثابت، حدَّثنا عِلْباء بن أحمر (١) اليشكري، حدَّثنا أبو زيد الأنصاري، قال: صلَّى بنا رسول اللَّه صلاةَ الصُّبْح، ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَرَ، فَخَطبنا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، ثُمَّ نَزلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَرَ، فَخَطبنا حَتَّى حَضَرتِ العصْرُ، ثُمَّ نَزلَ فَصَلَّى العَصْر، ثُمَّ صَعِدَ المِنْبر فَخطبنا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، فَحَدَّثَنا بما كانَ، وما هُوَ كائنٌ، فأعلمُنا أحْفَظُنا. انفرد بإخراجه مسلم، فرواه في كتاب الفتن من "صحيحه" (٢) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر، جميعًا (٣) عن أبي عاصم الضحَّاك بن مخلد النبيل، عن عزرة، عن علباء، عن أبي زيد عمرو بن أخطب بن رفاعة الأنصاري ، عن النبيِّ بنحوه.

وقال الإمام أحمد (٤): حدَّثنا يزيد بن هارون وعفَّان، قالا: حدَّثنا حمَّاد بن سلَمة، أخبرنا علي بن زيد، عن [أبي نضْرَة، عن] أبي سعيد قال: خطبنا رسول اللَّه خُطْبَةً بعد العصْر إلى مُغَيْرِبان الشَّمْسِ، حَفظها [منا] منْ حفظَها، ونسِيَها من نسيها. قال عَفَّان: قال حمَّاد: وأكثر حفظي أنَّه قالَ: ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، فَحَمِدَ اللَّه، وأثنى عليه، ثمَّ قال: "أمَّا بَعْدُ فإن الدُّنْيا خَضِرَةٌ حُلْوةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فيْها فناظِرٌ كَيْفَ تَعْملونَ، ألا فَاتَّقُوا الدُّنْيا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ. . " وذكر تمام الخُطبة (٥)، إلى أن قال: فلما كان عند مغيربان الشمس قال: "ألا إنَّ مثْلَ ما بَقيَ منَ الدُّنْيَا مِثْلُ ما بَقِيَ منْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيْما مَضَى منْهُ".

ثم قال الإمام أحمد (٦): حدَّثنا عبدُ الرزَّاق، أخبرنا مَعْمَر، عن علي بن زيد بن جُدْعان، عن


(١) في أ: أحمد؛ وهو تحريف.
(٢) صحيح مسلم (٢٨٩٢) باب إخبار النبي فيما يكون إلى قيام الساعة.
(٣) كذا في صحيح مسلم وط. وفي أ وب: كلاهما.
(٤) مسند أحمد (٣/ ١٩) والزيادات منه. والكلام حتى نهاية الفصل سقط من المطبوع.
(٥) وتمام الخطبة فيه: "ألا إن بني آدم خُلقوا على طبقات شتَّى، منهم من يُولَد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموتُ مؤمنًا، ومنهم من يُولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت كافرًا، ومنهم من يُولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموتُ مؤمنًا.
ألا إنَّ الغضب جَمْرةٌ توقد في جَوف ابن آدَمَ؛ ألا تَرَونَ إلى حُمْرة عينيه وانتفاخِ أوْدَاجِه، فإذا وَجدَ أحدُكم شَيئًا من ذلك فالأرض الأرضَ.
ألا إنَّ خَيْرَ الرجالِ من كان بَطيءَ الغضب سريعَ الرِّضى، وشَرّ الرِّجال من كانَ سَريعَ الغضب بطيءَ الرض، فإذا كان الرجلُ بطيءَ الغضب بطيء الفَيْء وسريعَ الغضب سريعَ الفيء فإنَّها بها.
ألا إنّ خيرَ التجّار من كان حسنَ القضاء، حسن الطلب، وشرَّ التجار من كان سيّء القضاء سيّء الطلب، فإذا كان الرجل حسنَ القضاء سيّء الطلب، أو كان سيّء القضاء حسن الطلب فإنها بها.
ألا إن لكل غادرٍ لواءً يوْم القيامة بقدْر غدرته، ألا وأكبر الغدْر غدرُ أمير عامة. ألا لا يمنَعنَّ رجُلًا مهابةُ الناسِ أن يتكلم بالحقّ إذا علمه. ألا إنَّ أفْضَل الجهادِ كلمةُ حق عند سُلطان جائر. . ".
أقول: وفي سنده علي بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيف يطوله، ولكن أول الحديث الذي ذكره المؤلف صحيح، وآخره صحيح من قوله: "ألا إن لكل غادر لواءً" إلى آخره.
(٦) مسند أحمد (٣/ ٦١).