للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشمَّرتُ عن ساق (١) الإزارِ مُهاجرًا … إليكَ أجوبُ القَفْر بعد الدَّكَادِكِ (٢)

لأصحبَ خيرَ الناسِ نفسًا ووالدًا … رسولَ مَليكِ الناس فوقَ الحبائكِ (٣)

فقال النبيُّ : "مرحبًا بك يا عمرو بن مُرَّة". فقلت: يا رسول الله ابعثْني إلى قومي، لعل الله يمنُّ عليهم بي كما مَنَّ عليَّ بك. فبعثَني إليهم. وقال: "عليك بالرِّفْق، والقول السديد، ولا تكنْ فظًّا، ولا متكبِّرًا ولا حسودًا".

فذكر أنه أتى قومه، فدعاهم إلى ما دعاه إليه رسولُ الله فأسلموا كلُّهم، إلا رجلاً واحدًا منهم، وأنه وفد بهم إلى رسولِ الله ؛ فرحَّب بهم وحيَّاهم، وكتب لهم كتابًا هذه نسخته:

"بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتابٌ من الله (٤) على لسان رسول الله ، بكتابٍ صادق، وحقٍّ ناطق مع عمرو بن مُرَّة الجُهَني، لجُهينة بن زيد: إنَّ لكم بطونَ الأرض وسهولَها، وتلاعَ الأودية وظهورها، تزرعون (٥) نباته، وتشربون صافيه، على أن تُقِرُّوا بالخُمُس، وتصلُّوا صلاة الخَمْس، وفي التيْعَة (٦) والصُّرَيمة [شاتانِ] إنِ اجتمعتا، وإنْ تفرَّقتا [فـ] شاة شاة (٧)، ليس على أهل المُثيرة (٨) صدقة، ليس الوردة اللبقة (٩). وشهد على نبيِّنا مَنْ حضر من المسلمين بكتاب قيس بن شمَّاس".


(١) كذا في ح، ط، والصواب: ساقي. بالياء كما سيأتي (ص ١٨٠).
(٢) في النهاية واللسان: إليك أجُوب القُورَ بعد الدكاك، وفيما سيأتي (ص ١٨٠) إليه أدب الغور … " وفي طبقات ابن سعد: "الدعث بعد الدكاك" وفي الوفا ومجمع الزوائد. الدعث بعد الدكاك. والقور: جمع قارة وهي الجبل، وقيل هو الصغير منه كالأكمة. وأما الغور: فكل منخفض من الأرض؛ والدكادك: جمع دكداك، وهو ما تلبد من الرمل بالأرض ولم يرتفع كثيرًا. النهاية (٢/ ١٢٨) (دكدك) و (٤/ ١٢٠) (قور) واللسان (غور).
(٣) "الحبائك": الطُّرُق، واحدتها حَبيكة، يعني بها السموات، لأن فيها طرق النجوم. النهاية (١/ ٣٣٢) (حبك). والأبيات في طبقات ابن سعد (١/ ٣٣٣).
(٤) في الوفا (١/ ٨٣): كتاب أمان من الله.
(٥) في الوفا (١/ ٨٣) والجمع وحياة الصحابة. ترعون. وهو أشبه بالصواب.
(٦) في ط: التليعة، وفي المجمع "والسعة" وفي حياة الصحابة: الغُنيمة، والمثبت من ح والنهاية (٣/ ٢٧) (صرم) وفيه ضُبطت التاء المثناة من فوق بالفتح ضبط قلم. والتصحيح من النهاية واللسان (تيع)، وفيهما: التيعة، بالكسر: اسم لأدنى ما تجب فيه الزكاة من الحيوان، وكأن الجُملة التي للسعاة عليها سبيل، من تاع يتيع إذا ذهب إليه، كالخمس من الإبل والأربعين من الغنم.
(٧) "الصُّريمة": تصغير الصِّرْمة، وهي القطيع من الإبل والغنم، قيل: هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين، كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقلُّ بنفسها فيقطعها صاحبها عن معظم إبله وغنمه. والمراد بها في الحديث من مئة وإحدى وعشرين شاة إلى المئتين، إذا اجتمعت ففيها شاتان، وإن كانت لرجلين وفرِّق بينهما، فعلى كل واحد منهما شاة. النهاية (٣/ ٢٧) (صرم)، وما بين معقوفين منه.
(٨) في ح، ط: الميرة. والمثبت من مجمع الزوائد، جاء في النهاية (١/ ٢٢٩) (ثور): ومنه الحديث "أنه كتب لأهل جُرش بالحِمى الذي حماه لهم للفرس والراحلة والمثيرة" أراد بالمثيرة بقر الحَرْث لأنها تثير الأرض.
(٩) كذا في ط، وفي ح: ليس للوردة اللبقةِ، ولم أهتد إلى معناه أو وجه الصواب فيه. وفي الدلائل (١/ ١٢٣): =