للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه، ولم يُخَرِّجوه (١).

وقال محمد بن إسحاق (٢) عن سالم مولى عبد الله بن مطيع، عن أبي هريرة: قال: أتى رسول الله [بيتَ المِدْراس] (٣) فقال: "أخْرِجُوا [إليَّ] أعْلَمَكم" فقالوا: عبد الله بن صوريا، فخلا به رسولُ الله ، فناشده بدينه، وما أنعم الله به عليهم، وأطعمهم من المَنِّ والسَّلوى، وظلَّلهم به من الغمام: "أتَعْلَمُني رسولَ الله "؟ قال: اللهمَّ نعم. وإنَّ القومَ ليعرفونَ ما أعرف، وإنَّ صفتَكَ ونَعْتَك لَبيِّنُ (٤) في التوراة، ولكنهم حسدوك. قال: "فما يَمْنَعُكَ أنت"؟ قال: أكره خلافَ قومي، وعسى أن يتبعوكَ ويُسلموا فأسلم.

وقال سَلَمة بن الفَضْل عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقول: كتب رسولُ الله إلى يهودِ خَيْبَر:

بسم الله الرحمن الرحيم. من محمدٍ رسولِ الله صاحب موسى، وأخيه، والمصدِّق بما جاء به موسى، ألا إنَّ الله قال لكم: يا معشرَ يَهود وأهلَ التوراة، إنَّكم تجدونَ ذلك في كتابكم: إنَّ محمدًا ﴿رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ [كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٢٩)﴾] (٥). وإنِّي أنْشُدُكم بالله، وبالذي أُنزل عليكم، وأنشُدكم بالذي أطْعَمَ مَنْ كان قبلَكُم من أسلافكم وأسباطكم المنَّ والسَّلْوَى، وأنشُدكم بالذي أيبسَ البحرَ لآبائكم حتى أنْجَاكم من فرْعون وعمله، إلَّا أخبرتمونا، هل تجدونَ فيما أنزلَ اللهُ عليكم أن تؤمنوا بمحمد؟ فإنْ كنتمُ لا تجدون ذلك في كتابكم، فلا كُرْهَ عليكم، قد تبيَّنَ الرُّشْدُ من الغَيّ. وأدعوكم إلى اللهِ تعالى وإلى نبيِّه" .

وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يَسَار في كتاب "المبتدأ" (٦)، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن كعب الأحبار.


(١) رواه الحسن بن سفيان في مسنده وابن أبي شيبة وابن منده كما في الإصابة (٣/ ٢٠٩) وأخرجه بنحوه الطبراني والبيهقي وابن عساكر عن الفلتان كما في الخصائص للسيوطي (١/ ١٤).
(٢) كذا في ح، ولم أجد لمحمد بن إسحاق رواية عن سالم مولى عبد الله بن مطيع في ترجمتهما في تهذيب المزي، وليس الخبر في سيرة ابن إسحاق أو سيرة ابن هشام، وهو في الوفا لابن الجوزي (١/ ٥٠) من غير إسناد عن أبي هريرة.
(٣) ما بين معقوفين ساقط من ح، ط فاستدركته من الوفا لابن الجوزي (١/ ٥٠). وسيأتي معنى المدراس (ص ١٣٦ ح ٣).
(٤) في ط: لمبين.
(٥) ما بين المعقوفين ليس في ح وفيها لفظ: الآية، وهي من سورة الفتح الآية (٢٩).
(٦) لم أجده في سيرة ابن إسحاق المطبوع، وهو بنحوه في دلائل النبوة لأبي نعيم عن أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علويه ثنا إسماعيل بن عيسى قال: ثنا إسحاق بن بشر قال: ثنا سعيد بن بشير، به.