للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد (١): حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار قال: لَقيتُ عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفات رسول الله في التوراة. فقال: أجَلْ، والله إنَّه لموصوفٌ في التوراة بصفته في القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥)[الأحزاب: ٤٥] وحِرْزًا للأُميِّين، أنت عَبْدي ورسولي، سمَّيْتُكَ المُتَوكِّل، لستَ بفظِّ ولا غَلِيظ (٢)، ولا سَخَّابٍ بالأسواق (٣)، ولا يدفعُ بالسِّيئةِ السيئة، ولكنْ يعفو ويغفر، ولن يَقْبضَهُ اللهُ حتى يُقيموا المِلّة (٤) العَوْجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، يفتح به أعيُنًا عُمْيًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلْفًا.

ورواهُ البخاري (٥) عن محمد بن سِنان العَوَقي، عن فُلَيح به. ورواه أيضًا (٦) عن عبد الله - قيل ابن رجاء، وقيل ابن صالح (٧) - عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال بن علي (٨)، ولفظه قريبٌ من هذا وفيه زيادة.

ورواه ابن جرير (٩) من حديث فُليح، عن هلال، عن عطاء، وزاد: قال عطاء: فَلقِيتُ كعبًا فسألته عن ذلك، فما اختلف حرفًا.

وقال في البيوع (١٠): وقال سعيد عن هلال، عن عطاء، عن عبد الله بن سَلام.

قال الحافظ أبو بكر البيهقي (١١): أخبرناه أبو الحسين بن الفَضْل القطَّان، حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (١٢)، حدّثنا أبو صالح، حدّثنا الليث، حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن


(١) مسند الإمام أحمد (٢/ ١٧٤).
(٢) في ح، ط: لا فظ ولا غليظ، والمثبت من مسند الإمام أحمد، وهو حديث صحيح.
(٣) في ط: ولا صخاب في الأسواق، والمثبت من ح ومسند الإمام أحمد. والسخَّاب من السخب، وهو رفع الصوت بالخصام، ويقال بالصاد المهملة بدل السين. فتح الباري (٤/ ٣٤٣).
(٤) كذا في ح، ط: وفي المسند: حتى يقيم به الملة العوجاء. قال ابن حجر في الفتح: العوجاء: أي ملة العرب، ووصفها بالعوج لما دخل فيها من عبادة الأصنام، والمراد بإقامتها أن يخرج أهلها من الكفر إلى الإيمان.
(٥) فتح الباري (٢١٢٥) البيوع باب كراهية السَّخَب في الأسواق.
(٦) في فتح الباري (٤٨٣٨) التفسير باب إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا. ومعلقًا ومسندًا، وانظر فتح الباري (٤/ ٣٤٣) و (٨/ ٥٨٥).
(٧) في فتح الباري: عبد الله بن مسلمة القعنبي، وقال: كذا رواية أبي بكر وأبي علي بن السكن، ووقع عند غيرهما "عبد الله" غير منسوب فتردد فيه أبو مسعود بين أن يكون ابن رجاء وابن صالح كاتب الليث. فتح الباري (٨/ ٥٨٥).
(٨) في ح، ط: علويه، والمثبت من البخاري وترجمته في تهذيب التهذيب (١١/ ٨٢).
(٩) أخرجه ابن جرير الطري في تفسيره (٩/ ٨٣) في تفسير الآية (١٥٧) من سورة الأعراف. والحديث من الطريق المذكور مع الزيادة المشار إليها موجودة في الطبقات (١/ ٣٦٢).
(١٠) يعني البخاري في كتاب البيوع، فتح الباري (٤/ ٣٤٣).
(١١) دلائل النبوة للبيهقي (١/ ٣٧٦).
(١٢) المعرفة والتاريخ (٣/ ٢٧٤) وهو في قسم النصوص المقتبسة من المجلد المفقود منه.