للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإنْ نكُ قومًا نَبْتَئِرْ ما صنعتُمُ … وتحتلبوها لَقْحَةً غيرَ باهلِ (١)

[وسائطُ كانتْ في لؤيِّ بن غالبٍ … نفاهم إلينا كلُّ صَقْرٍ حُلَاحِلِ

ورهطُ نُفَيلٍ شرُّ من وَطِئَ الحَصَى … وأَلأَمُ حافٍ من معدٍّ وناعِلِ] (٢)

فأَبلغ قُصَيًّا أنْ سينشَرُ أمْرُنا … وبشِّرْ قصيًّا بعدنا بالتخاذُلِ

ولو طرقتْ ليلًا قصيًا عظيمةٌ … إذا ما لجأنا دونهم في المداخل

ولو صَدَقوا ضربًا خِلال ديارِهم … لكنَّا أسًى عندَ النِّسَا والمطافلِ (٣)

فكلُّ صديقٍ وابن أُختٍ نودُّه … لعمري وجدنا غَيْبَهُ غيرَ طائلِ (٤)

سوى أنَّ رَهْطًا من كلابِ بنِ مرَّة … براءٌ إلينا من مَعقَّةِ خاذلِ (٥)

[وهُنَّا لهمْ حتى تبدَّدَ جمعُهم … ويُحْسَر عنَّا كلُّ باغٍ وجاهلِ

وكان لنا حوضُ السقايةِ فيهمُ … ونحن الكُدَى من غالبٍ والكواهلِ

شبابٌ من المطَيِّبين وهاشمٌ … كبِيض السيوفِ بين أيدي الصياقلِ

فما أدركوا ذَحْلًا ولا سَفكُوا دمًا … ولا حالفوا إلا شِرَار القبائل

بضربٍ ترى الفتيانَ فيه كأنهم … ضواري أُسودٍ فوقَ لحم خرادِل

بني أمةٍ محبوبةٍ هِنْدِ كِيَّة … بني جُمَحٍ عُبَيْد قيس بن عاقل

ولكنّنا نَسْلٌ كرامٌ لسادةٍ … بهم نُعِيَ الأقوامُ عند البواطل]

ونِعم ابنُ أُختِ القومِ غير مكذَّبٍ … زهيرٌ حسامًا مفرَدًا من حمائل

أشمُّ من الشُّمِّ البهاليلِ يَنْتَمي … إلى حسَب في حَوْمةِ المجدِ فاضل

لعمري لقد كُلِّفتُ وَجْدًا بأحمدٍ … وإخوته دَأْبَ المحبِّ المُواصلِ (٦)

فمن مثلُه في الناسِ أيُّ مُؤَمَّلٍ … إذا قاسَهُ الحُكَّامُ عند التفاضلِ


(١) في ط وسيرة ابن هشام: نتَّئر، والمثبت من ح وأثبتها الناسخ في هامشها وكتب فوقها كلمة: صح، ومعنى نبتئر: من ابتأر الشيء إذا خبأه وادَّخره. اللسان (بأر) وقال صاحب الروض (٢/ ٢٧): وقوله لقحة غير باهل: الباهل: الناقة التي لا صرار على أخلافها، فهي مباحة الحليب.
(٢) ما بين معقوفين ساقط من نسخ البداية والنهاية، وبعض نسخ سيرة ابن هشام، وهو مثبت في بعضها فأثبته هنا ناشر المطبوعة نقلًا عن سيرة ابن هشام فتبعناه في ذلك.
(٣) في ط وسيرة ابن هشام: خلال بيوتهم … النساء المطافل، والمثبت من ح، والأسى: جمع أسوى. والمطافل: ذوات الأطفال، واحدها مطفل. اللسان (أسو، طفل).
(٤) في ط وسيرة ابن هشام: وابن أخت نعده … وجدنا غبَّه.
(٥) "برا": بفتح الباء وكسرها، فبالكسر جمع بريْ مثل كريم وكرام، وأما بَراء فمصدر مثل سلام. الروض (٢/ ٢٨).
(٦) بعد هذا البيت في سيرة ابن هشام بيت آخر هو:
فلا زال في الدنيا جمالًا لأهلها … وزينًا لمن والاه ربُّ المشاكلِ