للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويخبرُنا فعلَ المناصحِ أنَّهُ … شفيقٌ ويُخْفي عارماتِ الدواخِلِ (١)

أمُطْعِمُ لم أخْذُلكَ في يومِ نَجْدَةٍ … ولا مُعْظِمٍ عندَ الأمور الجلائلِ

ولا يومَ خَصْمٍ إذْ أتوك ألدَّةٍ … أولي جَدَلٍ بين الخصومِ المَسَاجِلِ (٢)

أمُطْعِمُ إنَّ القومَ سامُوكَ خُطَّةً … وإنِّي متى أوكلْ فلستُ بوائلِ (٣)

جزى الله عنَّا عبدَ شمسٍ ونَوْفلًا … عقوبةَ شرٍّ عاجلًا غير آجلِ

بميزانِ قسطٍ لا يُخِسُّ شَعيرةً … له شاهدٌ من نفسِه غيرُ عائلِ (٤)

لقد سفهتْ أحلامُ قومٍ تبدَّلوا … بني خَلَفٍ قيضًا بنا والغياطل (٥)

ونحن الصَّميمُ من ذُؤابةِ هاشمٍ … وآل قُصيٍّ في الخطوبِ الأوائلِ

وسهمٍ ومخزوم تمالَوْا وألَّبوا … علينا العِدَى من كل طِمْلٍ وخاملِ (٦)

فعبدُ منافٍ أنتمُ خيرُ قومِكم … فلا تُشركوا في أمركم كلَّ واغِلِ

لعمري لقد وَهَنْتُمُ وعَجَزْتُمُ … وجئتُمْ بأمرٍ مخطئٍ للمَفَاصلِ (٧)

وكنتم حديثًا حَطْبَ قِدْرٍ وأنتمُ … أَلان حِطَابُ أَقْدُرٍ ومَراجلِ (٨)

لِيهنِ بني عبدِ المنافِ عقوقُنا … وخذلانُنا وتركُنا في المعاقلِ


(١) "العارمات": الشديدات. الدواخل: جمع داخلة، وهي النيَّة والطويَّة والمذهب. اللسان والتاج (عرم، دخل).
(٢) في ح: أشدَّة بدل ألدَّة. وفي ط: من الخصوم. وكذا في سيرة ابن هشام، والمثبت من ح. والمساجل: يروى بالجيم وبالحاء، فمن رواه بالجيم فهو من المساجلة في القول، وأصله في استقاء الماء بالسجل وصبه، فكأنه جمع مساجل على تقدير حذف الألف الزائدة من مفاعل، أو جمع مِسْجل بكسر الميم، وهو من نعت الخصوم، ومن رواه المساحل بالحاء فهو جمع مسحل، وهو اللسان، وليس بصفة للخصوم، إنما هو مخفوض بالإضافة؛ أي خصماء الألسنة. الروض (٢/ ٢٧).
(٣) "ساموك": كلَّفوك. الوائل: الناجي. اللسان (سوم، وآل).
(٤) "لا يخسُّ": لا ينقص. ورواية ط: لا يخيس، ويروى في غير السيرة: يحص بالصاد والحاء مهملة من حص الشعر: إذا أذهبه، والعائل من قولهم: عال في الميزان: إذا نقص أو زاد. اللسان والتاج (خسس، عول) والروض (٢/ ٢٧).
(٥) "قيضًا": أي معاوضة: ومنه قول النبي لذي الجوشن: "إن شئت قايضتك به المختار من دروع بدر" فقال: ما كنت لأقيضه اليوم بشيء، يعني فرسًا له. والغياطل: بنو سهم، لأن أمهم الغيطلة. الروض (٢/ ٢٧).
(٦) "الطمل": اللص والرجل الفاحش والفقير. الروض (٢/ ٢٧).
(٧) في ح: أدهنتم، بدل: وهنتم.
(٨) في ط: ألان أحطاب، والمثبت من ح وسيرة ابن هشام؛ قال السهيلي في الروض (٢/ ٢٦): وقوله: وكنتم زمانًا حطب قدر: حطب اسم للجمع من ركب وليس بجمع، لأنك تقول في تصغيره: حطيب وركيب. وقوله: حطاب أقدر هو جمع حاطب فلا يصغر، إلا أن تردَّه إلى الواحد فتقول: حويطبون، ومعنى البيت: أي كنتم متفقين لا تحطبون إلا لقدر واحدة، فأنتم الآن بخلاف ذلك. اهـ.