للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يلوذُ به الهُلَّاك من آلِ هاشمٍ … فهمْ عندَهُ في نعمةٍ وفواضلِ (١)

لعمري لقد أجْرَى أسيدٌ وبكرُهُ … إلى بُغضنا وجزَّآنا لآكلِ (٢)

وعثمانُ لم يَرْبَعْ علينا وقُنْفُذٌ … ولكنْ أطاعا أمرَ تلك القبائلِ

أطاعا أُبَيًّا وابنَ عبدِ يَغوثِهم … ولم يرقُبا فينا مقالةَ قائلِ

كما قد لقينا من سُبَيْعٍ ونوفلٍ … وكلٌّ تولَّى مُعرِضًا لم يجامِلِ

فإنْ يُلْفَيَا أو يُمْكن اللهُ منهما … نَكِلْ لهما صاعًا بصاعِ المكايل

وذاك أبو عمرٍو أبَى غيرَ بُغضنا … ليُظْعِننا في أهلِ شاءٍ وجامل (٣)

يناجي بنا في كلِّ مُمْسَى ومُصْبَحٍ … فناجِ أبا عمرو بنا ثم خَاتِلِ

ويؤلي لنا باللهِ ما إنْ يغشُّنا … بلى قد نراهُ جهرةً غيرَ حائلِ (٤)

أضاقَ عليه بغضُنا كلَّ تَلْعَةٍ … من الأرض بينَ أخشُبٍ فمَجَادِلِ (٥)

وسائلْ أبا الوليدِ ماذا حَبَوْتنا … بسعيك فينا مُعْرِضًا كالمخاتلِ (٦)

وكنتَ امرأً ممَّنْ يُعاشُ برأيِهِ … ورحمتِهِ فينا ولستَ بجاهلِ

فعتبةُ لا تسمعْ بنا قولَ كاشحٍ … حسودٍ كذوبٍ مبغضٍ ذي دَغَاوِلِ (٧)

ومرَّ أبو سفيانَ عنّيَ مُعْرِضًا … كما مرَّ قَيْلٌ من عظام المَقَاولِ

يَفِرُّ إلى نَجْدٍ وبَرْدِ مياهِهِ … ويزعُمُ أني لستُ عنكم بغافلِ (٨)


= واللسان (ثمل).
(١) في ح وسيرة ابن هشام: فهم عنده في رحمة. والمثبت من ح.
(٢) أسيد هو ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، وبكره: هو عتاب ابنه كما في سيرة ابن هشام (١/ ٢٨٢).
(٣) "الشاء والشوى": اسم للجمع مثل الباقر والبقير، ولا واحد لشاء والشوى من لفظه، وإذا قالوا في الواحد: شاة، فليس من هذا، لأن لام الفعل في شاة هاء بدليل قولهم في التصغير: شويهة، وفي الجمع شياه. والجامل: اسم جمع بمنزلة الباقر. الروض (٢/ ٢٦).
(٤) في ط: خائل بالخاء المعجمة، والمثبت من ح وسيرة ابن هشام، والحائل: الحاجز بين الشيئين.
(٥) في ح: حرشب. والمثبت من ط وسيرة ابن هشام، وقوله: أخشُب: أراد الأخاشب، وهي جبال مكة، وجاء به على أخشب لأنه في معنى أجبُل، مع أن الاسم قد يجمع على حذف الزوائد كما يصغرونه كذلك؛ والمجادل: جمع مِجْدَل، وهو القصر، كأنه يريد ما بين جبال مكة فقصور الشام أو العراق؛ والفاء في قوله: فمجادل. تعطي الاتصال بخلاف الواو … تقول: مطرنا بين مكة فالمدينة، إذا اتصل المطر من هذه إلى هذه؛ ولو كانت الواو لم تعط هذا المعنى. الروض (٢/ ٢٦، ٢٧).
(٦) في ح: بسعيك في تفريقنا كالمخاتل، والمثبت من ط وسيرة ابن هشام.
(٧) "الدغاول": الدواهي: لا واحد لها، والغوائل أيضًا. تاج العروس (غول).
(٨) في ح: يحن إلى نجد.