للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهل بعدَ هذا من مَعَاذٍ لعائذٍ … وهل من مُعيذٍ يتقي اللهَ عادلِ (١)

يُطاع بنا العِدَى وودُّوا لو أنَّنَا … تُسَدُّ بنا أبوابُ تُرْكٍ وكابُلِ (٢)

كذبتم وبيتِ الله نترك مكةً … ونظعنُ إلَّا أمرُكم في بلابِلِ (٣)

كذبتم وبيتِ الله نُبْزَى محمدًا … ولمَّا نُطاعنْ دُونه ونناضلِ (٤)

ونسلمه حتى نصرَّعَ حوله … ونَذهلَ عن أبنائِنا والحلائلِ

وينهضَ قومٌ بالحديد إليكمُ … نهوضَ الروايا تحتَ ذاتِ الصلاصل (٥)

وحتى نرى ذا الضِّغْنِ يركبُ رَدْعَهُ … من الطَّعنِ فعل الأنكبِ المتحاملِ (٦)

وإنا لعمرُ الله إنْ جدَّ ما أرى … لتَلْتَبِسَنْ أسيافُنا بالأماثلِ

بكفَّيْ فتًى مثلِ الشهابِ سَميْدَعٍ … أخي ثقةٍ حامي الحقيقةِ باسلِ

شهورًا وأيامًا وحَوْلًا مُجَرَّمًا … علينا وتأتي حِجَّةٌ بعدَ قابل (٧)

وما ترْكُ قومٍ -لا أبا لكَ- سيَّدًا … يحوطُ الذِّمارَ غيرَ ذَرْبٍ مُوَاكِل (٨)

وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه … ثِمَالَ اليتامى عِصْمةً للأراملِ (٩)


= أو الذم، نحو حسن وقبح. كما قال: "وحسن ذا أدبا". وجائز أن يراد بالسمر ها هنا جمع أسمر وسمراء ويكون وصفًا للبنات، والشجر يوصف بالدهمة إذا كان مخضرًّا. والسَّرْح: جمع سَرْحة، وهي الشجرة العظيمة. وقوله: وشبرقه؛ وهو نبات يقال ليابسه: الحِلَّة، ولرطبه الشبرق. والوَخْد: السير السريع. والجوافل: الذاهبة المسرعة. الروض (٢/ ٢٦) واللسان (وخد، جفل، سرح).
(١) في ح: وهل من مقيل.
(٢) في ط: يطاع بنا أمر العِدَا ودأننا، والمثبت من ح وسيرة ابن هشام.
(٣) "البلابل والبلبال": شدة الهم والوسواس في الصدور وحديث النفس. اللسن (بلل).
(٤) في ح: نقاتل، بدل: نطاعن. وقد تقدم شرح البيت.
(٥) في ح: وننهض قومًا. الروايا: هي الإبل تحمل الماء، واحدتها: راوية. والصلاصل: المزادات لها صلصلة بالماء. الروض (٢/ ٢٦).
(٦) ركب فلان رَدْعَه: إذا خرَّ لوجهه على دمه، وطعنه فركب ردعه، أي مقاديمه وعلى ما سال من دمه، وقيل: ركب ردعه، أي خرَّ ضريعًا لوجهه على دمه وعلى رأسه وإن لم يمت بعد، غير أنه كلما همَّ بالنهوض ركب مقاديمه فخر لوجهه. والأنكب: من المنكب، وهو الميل في الشيء وعن الحق، وهي صفة المتطاول الجائر قال رجل من فقعس:
فهلا أعدُّوني لمثلي تفاقدوا … إذا الخصم أبزى مائل الرأي أنكب
اللسان (ردع، نكب).
(٧) في ح، ط: محرمًا بالحاء المهملة، والمثبت من سيرة ابن هشام، والسنة المجرَّمة: التامَّة التي انقضت. اللسان (جرم).
(٨) في ح: يحوط الذمار من غير ثوب ثواكل"، والمثبت من ط وسيرة ابن هشام والروض (٢/ ٢٦) وجاء فيه: وهو مخفف من ذَرِب، والذرب اللسان: الفاحش المنطق، والمواكل: الذي لا جدَّ عنده فهو يكل أموره إلى غيره.
(٩) "ثمال اليتامى": أي: يثملهم ويقوم بهم، والثِّمال: هو الغياث والملجأ والمطعم في الشدائد. الروض (١/ ٢٦) =