للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنصار - قال: فلما رأيناه كلمنا (١) قلنا: نأتي هذا الرجل نستودعه راحلتينا حتى نطوف بالبيت، فجئنا فسلَّمنا عليه تسليم أهل الجاهلية، فردَّ علينا تسليم أهل الإسلام، وقد سمعتُ بالنبي [] (٢) قال: فأنكرنا، فقلنا: من أنت؟ قال: "انزلوا". فنزلنا فقلنا: أين هذا الرجل الذي يدَّعي ما يدَّعي ويقول ما يقول؟ قال: "أنا هو". قلنا: فاعْرِضْ علينا الإسلام. فعرض وقال: "من خلق السماوات والأرض والجبال؟ " قلنا: خلقهنَّ الله. قال: "من خلقكم"؟ قلنا: الله. قال: "فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون؟ " قلنا: نحن. قال: "الخالق أحقُّ بالعبادة أو المخلوق؟! قلنا: الخالق. قال: "فأنتم أحق أن تعبدوا ربكم، وأنتم عملتموهن، والله أحق أن تعبدوه من شيء عملتموه، وأنا أدعو إلى عبادة الله وشهادة أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، وصلةِ الرَّحِم، وترك الولدان (٣) العدوان وإن غضب الناس" فقالا: لو كان هذا الذي تدعوه إليه باطلًا لكان من معالي الأمور ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتينا حتى نأتي البيت، فجلس عنده معاذ بن عفراء. قال رافع: وجئت البيت فطفت وأخرجت سبعة قداح، وجعلت له بينها قدحًا فاستقبلت وقلت: اللهمَّ إن كان ما يدعو إليه محمد حقًا فأخرج قدَحَه سبع مرات، فضربتُ بها سبع مرات، فصحت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ الله، فاجتمع الناسُ علي وقالوا: مجنون رجلٌ صبا. فقلت: رجلٌ صبأ! بل رجل مؤمن. ثم جئت إلى النبي بأعلى مكة، فلما رآني معاذ بن عفراء قال: لقد جئتَ بوجهٍ ما ذهبت به [قال] (٤) رافع: فجئت وآمنت، وعلَّمنا رسول الله سورة يوسف [و] (٤) اقرأ باسم ربك الذي خلق، ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فلما كنا بالعَقيق قال معاذ: إني لم أطْرُقْ ليلًا قط، فبتْ بنا حتى نصبح. فقلت: أبيتُ ومعي ما معي من الخير!؟ ما كنتُ لأفعل. وكان رافع إذا خرج سفرًا ثم قدم عرض قومه.

إسنادٌ حسن (٥) وسياقٌ حسَن (٦).


(١) في ح: "وترك الولدان العدوان"، وفي المستدرك: فلما رأيناه كلمناه قلنا. كما أثبتناه.
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) كذا في ح، ولكن كلمة الولدان مقحمة من الناسخ وليست في المستدرك.
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) قال بشار: هكذا قال، ومن أين يأتيه الحسن ويحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري ضعيف، كما قال أبو حاتم وغيره. وقال الذهبي متعقبًا تصحيح الحاكم لهذا الحديث في المستدرك: "يحيى الشجري صاحب مناكير"، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: ضعيف.
(٦) إلى هنا ينتهي السقط المشار إليه في الحاشية (٦) من الصفحة السابقة.