للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال السُّهيلي (١): أبو الهيثم بن التَّيِّهان، اسْمُه مالك بن مالك بن عَتِيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زَعُوراء بن جُشَم (٢) بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. قال: وقيل إنه أرَاشيّ وقيل بَلَوي. وهذا لم ينسُبْهُ ابنُ إسحاق ولا ابنُ هشام.

قال: والهيثم فَرْخُ العقاب، وضرْبٌ من النبات (٣).

والمقصود أن هؤلاء الاثني عشر رجلًا شهدوا المَوْسِم عامئذ، وعزموا على الاجتماع برسولِ الله فلَقُوه بالعقبة فبايعوه عندها بيعةَ النساء وهي العقبةُ الأولى.

وروى أبو نُعيم (٤) أنَّ رسول الله قرأ عليهم من قوله في سورة إبراهيم: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا﴾ [البقرة: ١٢٦] إلى آخرها.

وقال ابن إسحاق (٥): حدَّثني يزيد بن أبي حَبيب، عن مَرْثد بن عبد الله اليَزَني، عن عبد الرحمن بن عُسَيلة الصُّنَابحي، عن عُبادَة بنِ الصامت قال: كنتُ فيمن حضر العقبة الأولى وكنا اثني عشر رجلًا، فبايعنا رسولَ الله على بَيْعة النساء، وذلك قبل أن يُفترض الحرب، على أن لا نُشرك بالله شيئًا، ولا نَسْرق ولا نَزْني، ولا نقتل أولادَنا، ولا نأتي ببُهْتانٍ نَفْتريه بين أيدينا وأرجُلنا ولا نعصيه في معروف. فإنْ وفَّيتُمْ فلكم الجنَّة، وإنْ غَشِيتم من ذلك شيئًا فأمْرُكم إلى الله، إنْ شاء عذَّب وإنْ شاء غَفَر.

وقد روى البخاري ومسلم (٦) هذا الحديث من طريق اللَّيث بن سعد عن يزيد بن أبي حَبيب به نحوه.

قال ابنُ إسحاق (٧): وذكر ابنُ شهاب الزُّهْري عن عائذ الله بن عبد الله أبي إدريس الخَوْلاني أنَّ عُبادَةَ بن الصامت حدَّثه قال: بايعنا رسولَ الله ليلة العقبةِ الأولى أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسِرِق ولا نزني ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببُهْتانٍ نفتريهِ بين أيدينا وأرجُلنا، ولا نعصيهِ في معروف، فإنْ وفَيْتم فلكم الجنَّة، وإنْ غشيتم من ذلك شيئًا فأخذتم بحدِّه في الدُّنيا، فهو كفَّارةٌ له، وإن سُترتم عليه إلى يوم القيامة فأمْرُكم إلى الله، إنْ شاء عذَّب، وإن شاء غَفَر.


(١) في الروض (٢/ ١٩٤، ١٩٥).
(٢) في ح: عمر بن رعور بن جبير، وفوق جبير خيثم، وفي ط والروض: عامر بن زعون بن جشم. وكلاهما فيه تصحيف، والمثبت من الاشتقاق لابن دريد (ص ٤٤٣) وجمهرة الأنساب لابن حزم (ص ٣٤٠).
(٣) في الروض: ضرب من العشب فيما ذكر أبو حنيفة.
(٤) في الدلائل (١/ ٤٠٠).
(٥) في سيرة ابن هشام (١/ ٤٣٣) والروض (٢/ ١٨٥).
(٦) فتح الباري (٣٨٩٣) مناقب الأنصار باب وفود الأنصار إلى النبي ، وصحيح مسلم (١٧٠٩) (٤٤) الحدود باب الحدود كفارات لأهلها.
(٧) في سيرة ابن هشام (١/ ٤٣٤) والروض (٢/ ١٨٥).