للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جسدَ رسولِ اللَّه ، وقد استدلَّ الجمهور على ذلك بأدلَّةٍ يطولُ ذِكْرُها ها هنا ومحلُّها، ذكرناها في كتاب المناسك من الأحكام إن شاء اللَّه تعالى.

وأشهرُ دليلٍ لهم في ذلك ما قال الإمام أحمد (١): حدثنا أبو اليَمَان، حدثنا شعيب عن الزُّهري، أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنَّ عبد اللَّه بن عديِّ بنِ الحمراء أخبره، أنَّه سمع النبيَّ وهو واقفٌ بالحَزْوَرَة في سوقِ مكَّة يقول: "واللَّه إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّه، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليّ، ولولا أني أُخرجتُ منكِ ما خرَجتُ".

وكذا رواه أحمد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان عن الزُّهري به (٢).

وهكذا رواهُ الترمذيُّ والنَّسائيُّ وابنُ ماجَه (٣) من حديث الليث، عن عَقِيل، عن الزُّهري به. وقال الترمذي: حسنٌ صحيح. وقد رواه يونس عن الزُّهري به. ورواهُ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وحديث الزُّهْريَّ عندي أصحّ.

قال الإمام أحمد (٤): حدَّثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر عن الزُّهري، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. قال: وقف رسولُ اللَّه على الحَزْوَرَة فقال: "علمتُ أنَّكِ خيرُ أرضِ اللَّه وأحبُّ الأرض إلى اللَّه، ولولا أنَّ أهلَكِ أخرجوني منكِ ما خرجتُ".

وكذا رواهُ النسائي من حديث معمر به (٥). قال الحافظُ البيهقي (٦): وهذا وهم من معمر، وقد رواهُ بعضُهم عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، وهو أيضًا وهم، والصحيح رواية الجماعة.

وقال أحمدُ أيضًا (٧): حدثنا إبراهيم بنُ خالد حدثنا رباح، عن معمر، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهري، عن أبي سَلمة، عن بعضهم أنَّ رسولَ اللَّه قال وهو في سوق الحَزْوَرة: "واللَّه إنكِ لخيرُ أرضِ اللَّه، وأحبُّ الأرض إلى اللَّه ولولا أني أُخرجتُ منكِ ما خَرَجت" (٨).


(١) في مسنده (٤/ ٣٠٥) رقم (١٨٧١٥).
(٢) رواه أحمد في مسنده (٤/ ٣٠٥) رقم (١٧٨١٦).
(٣) جامع الترمذي (٣٩٢٥) المناقب باب في فضل مكة، وسنن ابن ماجه (٣١٠٨) المناسك باب فضل مكة. وهو في السنن الكبرى والنسائي (٤٢٥٢).
(٤) في مسنده (٤/ ٣٠٥) رقم (١٨٧١٧) وهو حديث صحيح.
(٥) في فضائل مكة من سننه الكبرى (٤٢٥٤).
(٦) في الدلائل (٢/ ٥١٨).
(٧) في مسنده (٤/ ٣٠٥).
(٨) وهذا من أوهام معمر أيضًا حيث رواه عن أبي سلمة "عن بعضهم"، والصواب: عن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن عدي، كما تقدم (بشار).