للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد (١): حدَّثنا عفَّان، حدثنا حمَّاد بنُ سَلَمة، حدثنا عاصم الأحول عن أنس بن مالك، قال: حالَفَ رسولُ اللَّه بين المهاجرين والأنصار في دارِ أنس بن مالك.

وقد رواه الإمام أحمد أيضًا والبخاري ومسلم وأبو داود (٢) من طُرقٍ متعدِّدة عن عاصم بن سليمان الأحول عن أنس بن مالك، قال: حالف رسولُ اللَّه بين قريش والأنصار في داري.

وقال الإمام أحمد (٣): حدَّثنا نصر بن باب، عن حجاج -هو ابنُ أرطاة- قال: وحدَّثنا سُريج، حدثنا عبَّاد عن حجَّاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، أنَّ النبيَّ كتب كتابًا بين المهاجرين والأنصار أن يَعْقِلُوا مَعَاقِلَهُم (٤)، وأن يَفْدوا عانِيَهُم بالمعروف، والإصلاح بين المسلمين.

قال أحمد: وحدَّثنا سُريج، حدثنا عبَّاد عن حجَّاج، عن الحكم عن مِقْسَم (٥) عن ابن عباس مثله.

تفرَّد به الإمام أحمد.

وفي صحيح مسلم (٦) عن جابر: كتب رسولُ اللَّه على كل بَطْنٍ عُقُولَة (٧).

وقال محمد بن إسحاق (٨): كتب رسول اللَّه كتابًا بين المهاجرين والأنصار وادَعَ فيه اليهود وعاهدهم، وأقرَّهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم وشرط لهم:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم "هذا كتابٌ من محمد النبيِّ (٩) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويَثْرِب، ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم، أنهم أُمَّةٌ واحدةٌ من دون الناس، المهاجرون من قريش على رِبْعَتِهم، يتعاقَلُونَ بينهم وهم يَفْدُونَ عانِيَهُمْ بالمعروف والقِسط، وبنو عوف على رِبْعَتِهم يتعاقلون مَعَاقِلهُم الأولى، وكلُّ طائفة تَفْدي عانِيَها بالمعروف والقِسْط بين المؤمنين.


(١) في مسنده (٣/ ٢٨١).
(٢) مسند أحمد (٣/ ١١١) و (١٤٥) وفتح الباري (٢٢٩٤) في الكفالة، و (٦٠٨٣) الأدب باب الإخاء والحلف، (٧٣٤٠) الاعتصام باب ما ذكر النبي وحض على اتفاق أهل العلم، وصحيح مسلم (٢٥٢٩) (٢٠٤) و (٢٠٥) فضائل الصحابة باب مؤاخاة النبي بين أصحابه، وسنن أبي داود (٢٩٢٦) الفرائض باب في الحلف.
(٣) في المسند (١/ ٢٧١ و ٢/ ٢٠٤).
(٤) "يعقلون معاقلهم": أي يكونون على ما كانوا عليه من أخذ الديات وإعطائها. والمَعَاقل: الدِّيات جمع مَعْقُلة. النهاية لابن الأثير (عقل).
(٥) في ط: قاسم. تحريف، والمثبت من ح وترجمته في تهذيب التهذيب، وهو مقسم بن بجرة.
(٦) صحيح مسلم (١٥٠٧) (١٧) العتق باب النهي عن بيع الولاء وهبته.
(٧) في ط: عقولة. تصحيف، والمثبت من ح وصحيح مسلم. والعقول: الديات.
(٨) سيرة ابن هشام (١/ ٥٠١) والروض (٢/ ٢٤٠) وما يأتي بين معقوفين منهما، وأخرجه أبو عبيد في الأموال (ص ٢٠٢) عن يحيى بن بكير وعبد اللَّه بن صالح كلاهما عن الليث بن سعد عن عُقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: بلغني أن رسول اللَّه كتب بهذا الكتاب. . فذكره.
(٩) في ط: النبي الأمي. وفي ح: النبي بين. . والمثبت من سيرة ابن هشام.