للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البحر، فظلّوا فيها وأقاموا بها يومًا، فنحر لهم شيبة بن ربيعة تسعًا، ثم أصبحوا بالجحفة، فنحر لهم يومئذٍ عتبة بن ربيعة عشرًا، ثم أصبحوا بالأبواء، فَنَحَر لهم نبيهٌ ومنبّهٌ ابنا الحجّاج عشرًا، ونحر لهم العباس بن عبد المطّلب عشرًا، ونحر لهم على ماء بدرٍ أبو البختريّ عشرًا، ثم أكلوا من أزوادهم.

قال الأمويّ: [حدّثنا أبي] حدّثنا أبو بكرٍ الهذليّ قال: كان مع المشركين ستّون فرسًا وستّمئة درعٍ، وكان مع رسول اللَّه فرسان وستّون درعًا.

هذا ما كان من أمر هؤلاء في نفيرهم من مكّة، ومسيرهم إلى بدرٍ. وأمّا رسول اللَّه فقال ابن إسحاق (١): وخرج رسول اللَّه في ليالٍ مضت من شهر رمضان، في أصحابه، واستعمل ابن أمّ مكتومٍ على الصلاة بالناس، وردّ أبا لبابة من الرّوحاء، واستعمله على المدينة، ودفع اللّواء إلى مصعب بن عميرٍ، وكان أبيض، وبين يدي رسول اللَّه رايتان سوداوان؛ إحداهما مع عليّ بن أبي طالب، يقال لها: العقاب. والأخرى مع بعض الأنصار.

قال ابن هشامٍ (٢): كانت راية الأنصار مع سعد بن معاذٍ.

وقال الأمويّ: وكان معهم فرسان كانت مع الحباب بن المنذر.

قال ابن إسحاق (٣): وجعل رسول اللَّه على السّاقة قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النّجّار.

وقال الأمويّ (٤): وكان معهم فرسان، على إحداهما مصعب بن عميرٍ، وعلى الأخرى الزّبير بن العوّام، ومرّةً سعد بن خيثمة، ومرةً المقداد بن الأسود.

وقد روى الإمام أحمد (٥)، من حديث أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّبٍ، عن عليٍّ قال: ما كان فينا فارسٌ يوم بدرٍ غير المقداد.

وروى البيهقيّ (٦)، من طريق ابن وهبٍ، عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ (٧)، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ أنّ عليًا قال له: ما كان معنا إلّا فرسان؛ فرسٌ للزّبير، وفرسٌ للمقداد بن الأسود. يعني يوم بدرٍ.


(١) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٦١٢ - ٦١٣).
(٢) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٦١٣).
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٦١٣).
(٤) وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ١١٠).
(٥) رواه أحمد في "المسند" (١/ ١٢٥، ١٣٨) وهو حديث صحيح.
(٦) انظر "دلائل النبوة" (٣/ ٣٩).
(٧) في (أ) و (ط): "البلخي". والتصحيح من "دلائل النبوة". وانظر "تهذيب الكمال" (٣٤/ ٣٠٣).