للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هشامٌ، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هرير (١)، فاللَّه أعلم.

وقال البخاريّ (٢): حدّثنا يحيى بن بكيرٍ، ثنا اللَّيث، عن عقيل، عن ابن شهابٍ، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالكٍ، أنّ عبد اللَّه بن كعبٍ قال: سمعت كعب بن مالكٍ يقول: لم أتخلّف عن رسول اللَّه في غزوةٍ غزاها، إلّا في غزوة تبوك، غير أنّي تخلّفت عن غزوة بدرٍ، ولم يعاتب اللَّه أحدًا تخفف عنها، إنّما خرج رسول اللَّه يريد عير قريشٍ، حتى جمع اللَّه بينهم وبين عدوّهم على غير ميعادٍ، تفرّد به.

قال ابن إسحاق (٣): فسلك رسول اللَّه طريقه من المدينة إلى مكّة على نقب المدينة، ثم على العقيق، ثم على ذي الحليفة، ثم على أولات الجيش، ثم مرّ على تُربان، ثم على ملَلٍ، ثم على غَميس الحَمام، ثم على صخيرات اليمامة، ثم على السّيالة، ثم على فجّ الرّوحاء، ثم على شنوكة، وهي الطريق المعتدلة، حتى إذا كان بعرق الظّبية، لقي رجلًا من الأعراب، فسألوه عن الناس، فلم يجدوا عنده خبرًا، فقال له الناس: سلّم على رسول اللَّه . قال: أوَفيكم رسول اللَّه ؟ قالوا: نعم. فسلّم عليه ثم قال: لئن كنت رسول اللَّه، فأخبرني عمّا في بطن ناقتي هذه. قال له سلمة بن سلامة بن وقشٍ: لا تسأل رسول اللَّه وأقبل عليّ، فأنا أخبرك عن ذلك؛ نزوت عليها، ففي بطنها منك سخلةٌ. فقال رسول اللَّه : "مه، أفحشت على الرجل". ثم أعرض عن سلمة، ونزل رسول اللَّه سجسج، وهي بئر الرّوحاء، ثم ارتحل منها حتى إذا كان منها بالمنصرف، ترك طريق مكّة بيسارٍ وسلك ذات اليمين على النّازية، يريد بدرًا، فسلك في ناحيةٍ منها، حتى إذا جزع واديًا (٤) يقال له: رُحْقَان (٥) بين النازية وبين مضيق الصّفراء، ثم على المضيق، ثم انصبّ منه، حتى إذا كان قريبًا من الصّفراء، بعث بسبس بن عمرٍو الجهني، حليف بني ساعدة، وعديّ بن أبي الزّغباء، حليف بني النّجار إلى بدرٍ، يتجسّسان له الأخبار عن أبي سفيان صخر بن حربٍ وعِيره.

وقال موسى بن عقبة (٦): بَعَثَهما قبل أن يخرج من المدينة، فلمّا رجعا فأخبراه بخبر العير؛ استنفر الناس إليها، فإن كان ما ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق محفوظًا، فقد بعثهما مرّتين، واللَّه أعلم.


(١) انظر "السنن الكبرى" للنسائي (٨٨١٠).
(٢) رواه البخاري (٣٩٥١).
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٦١٣ - ٦١٤).
(٤) جزع الوادي: أي قطَعه ولا يكون إلا عَرْضًا. "النهاية في غريب الحديث والأثر" (١/ ٢٦٩).
(٥) في (أ) و (ط): "وحقان" وهو خطأ، والتصحيح من "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٦١٤) و"المغانم المطابة في معالم طابة" للفيروزابادي ص (١٥٤).
(٦) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ١٠٢).