للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلٍ من الأنصار، فقال له النبيُّ : يا مَلَكَ الموتِ ارفُقْ بصاحبي فإنه مؤمن، فقال مَلَكُ الموت: يا محمَّدُ! طِبْ نفسًا وقرَّ عينًا فإنِّي بكلِّ مؤمنٍ رفيق، واعلم أنَّ ما في الأرض بَيْتَ مَدرٍ ولا شَعرٍ في برٍّ ولا بحرٍ، إلا وأنا أتصَفَّحُهم (١) في كلِّ يوم خمسَ مرَّاتٍ، حتى إني لأعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، واللَّه يا محمَّد؛ لو أني أردتُ أن أقبضَ روحَ بعوضةٍ ما قدرتُ على ذلك حتى يكونَ اللَّه هو الآمر بقبضها. قال جعفرُ بن محمد: أي: هو الصادق. بلغني: يتصفَّحُهم عندَ مواقيتِ الصلاة، فإذا حضرَ عند الموتِ فإذا كان ممن يحافظُ على الصَّلاة دنا منه الملَكُ ودفعَ عنه الشيطانَ، ولقَّنه الملَكُ: لا إله إلا اللَّه محمَّد رسولُ اللَّه. في تلك الحال العظيمة (٢).

هذا حديث مرسلٌ وفيه نظر.

وذكرنا في حديث الصور من طريق إسماعيل بن رافع المدني القاصِّ، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد (٣)، عن محمد بن كعب القُرَظيّ، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه . . . الحديث بطوله. وفيه: ويأمرُ اللَّه إسرافيل بنفْخةِ الصَّعْقِ، فينفخُ نفخةَ الصَّعْق، فيَصْعقُ أهلُ السماوات وأهلُ الأرض إلا منْ شاء اللَّه، فإذا هم خَمدُوا، جاء مَلَكُ الموت إلى الجبَّار ﷿، فيقول: يا ربّ قد ماتَ أهلُ السماواتِ والأرض إلا من شئتَ. فيقول اللَّه -وهو أعلم بمن بقي-: فمن بقيَ؟ فيقولُ: بقيتَ أنتَ الحيُّ الذي لا يموتُ، ويقيتْ حملة عرشك، وبقيَ جبريلُ وميكائيلُ. فيقول: ليمتْ (٤) جبريلُ وميكائيلُ. فيُنطِقُ اللَّهُ العرشَ، فيقولُ: يا رب! يموت جبريل وميكائيل؟! فيقول: اسكتْ فإني كتبتُ الموتَ على كلِّ منْ كان تحتَ عرشي، فيموتان. ثم يأتي ملَكُ الموتِ إلى الجَبَّارِ ﷿، فيقولُ: يا ربّ قد ماتَ جبريلُ وميكائيل. فيقول اللَّه -وهو أعلم بمن بقي- فمنْ بقيَ؟ فيقولُ: بقيتَ أنتَ الحيَّ الذي لا يموتُ، وبقيت حملةُ عرشك، وبقيتُ أنا، فيقول اللَّه: لتمت حملة عرشي، فثموتُ. ويأمرُ اللَّه العرشَ فيقبضُ الصُّورَ من إسرافيل، ثم يأتي مَلَكُ الموت فيقولُ: يا ربِّ قد مات حملة عرشكَ، فيقول اللَّه: -وهو أعلم بمن بقي-: فمن بقي؟ فيقولُ: بقيتَ أنتَ الحيَّ الذي لا يموتُ، وبقيتُ أنا، فيقول اللَّه: أنتَ خلْقٌ من خَلْقي، خلقتُك لما أردتُ، فمتْ، فيموت. فماذا لم يبق إلا اللَّه الواحد القهَّار الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن له كفوًا أحد، فكان آخرًا كما كان أوَّلًا. . وذكر تمام الحديث بطوله. رواه الطبراني


(١) في المطبوع: أتفحصهم. وفي المعجم الكبير: أتصفحهم في كل يوم خمس مرات.
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٤/ ٢٢٠) وذكره الهيثمي في المجمع (٣/ ٣٢٦) وقال: وفيه عمرو بن شمر الجعفي، ضعيف جدًا، والحارث بن الخزرج مجهول.
وبيت المَدّر: مبني من الطين.
(٣) في المطبوع: محمد بن زياد.
(٤) في أ: فيمت.