للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن كرمهم أنه قد ثبتَ في الحديث المرويّ في الصحاح والسنن والمسانيد من حديث جماعة من الصحابة عن رسول اللَّه أنه قال: "لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه صورةٌ ولا كَلْبٌ ولا جُنُبٌ" (١) وفي رواية: عن عاصم بن ضَمْرة، عن عليّ: "ولا بَوْلٌ" (٢). وفي رواية رافع، عن أبي سعيد، مرفوعًا: "لا تدخلُ الملائكة بيتًا فيه صورةٌ ولا تِمْثالٌ" (٣) وفي رواية مجاهد: عن أبي هريرة، مرفوعًا "لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه كَلْبٌ أو تمثالٌ" (٤). وفي رواية ذكوان أبي صالح السَّمَّان: عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "لا تصحبُ الملائكةُ رُفقةً معهم كَلْبٌ أو جَرَسٌ" (٥). ورواه زُرَارة بن أوفى عنه "لا تصحب الملائكةُ رُفقةً معهم جَرَسٌ" (٦).

وقال البزار (٧): حدَّثنا إسحاق بن سليمان البغدادي، الصر وف بالفلوسيّ. حدَّثنا بيانُ بن حمران، حدَّثنا سَلَّام، عن منصور بن زاذان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : "إن ملائكةَ اللَّه يعرفون بني آدم -وأحسبه قال:- ويعرفون أعمالَهم، فإذا نظروا إلى عبدٍ يعملُ بطاعة اللَّه ذكروه بينهم، وسمَّوه، وقالوا: أفلح الليلة فلان، نجا الليلة فلان، وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصيةِ اللَّه ذكرُوه بينَهم وسمَّوْهُ، وقالوا: هلكَ فلانٌ الليلةَ". ثم قال: سلَّام -أحسبه- سَلَّام المدائني، وهو لَيِّنُ الحديث.

وقد قال البخاري (٨): حدَّثنا أبو اليمان، حدَّثنا شُعَيْبٌ، حدَّثنا أبو الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "الملائكةُ يتعاقبون، ملائكةٌ باللَّيل وملائكةٌ بالنهار، ويجتمعونَ في صلاة الفجر وفي صلاة العصر، ثم يعرجُ إليه الذين باتوا (٩) فيكم فيسألهم -وهو أعلم- فيقول: كيف


(١) أخرجه أبو داود في سننه (٢٢٧) في الطهارة، و (٤١٥٢) في اللباس والنسائي في المجتبى (١/ ١٤١) في الطهارة، عن عليٍّ وفي إسناده ضعف وقد صح دون الجنب، فهو في الصحيحين من حديث عائشة وأبي طلحة.
(٢) أخرجه أحمد في المسند (١/ ١٤٦) وإسناده ضعيف جدًا، فيه الحسن بن ذكوان: ليس بالقوي، وعمرو بن خالد القرشي؛ متروك.
(٣) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٩٦٥) والترمذي في الجامع (٢٨٠٥) في الأدب وقال: حسن صحيح، وهو كما قال.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه (٤١٥٨) في اللباس، والترمذي في الجامع (٢٨٠٦) في الأدب.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه (٢١١٣) في اللباس وأبو داود في سننه (٢٥٥٥) في الجهاد، والترمذي في الجامع (١٧٠٣) في الجهاد.
(٦) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٣٨٥ و ٤١٤) من حديث زرارة بن أوفى عن أبي هريرة، وهو حديث صحيح.
(٧) كما في كشف الأستار (٣٢١٤) وذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٢٦) وقال: رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
(٨) في صحيحه (٣٢٢٣) في بدء الخلق.
(٩) في البخاري: كانوا، وفي أ: يأتون.