للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي كان وجهه مرآة صينيَّة تتراءى فيها عذارى الحيّ؟ يعني كعب بن أسد. قال: قتل. قال: فما فعل سيِّد الحاضر والبادي حُييُّ بن أخطب؟ قال: قتل. قال: فما فعل مقدِّمتنا إذا شددنا (١) وحاميتنا إذا فررنا؛ عزَّال بن شموأل؟ قال: قتل. قال: فما فعل المجلسان؟ يعني بني كعب بن قُريظة وبني عمرو بن قُريظة. قال: ذهبوا قتلوا. قال: فإنِّي أسألك يا ثابت، بيدي عندك، إلَّا ألحقتني بالقوم، فوالله ما في العيش بعد هؤلاء من خير، فما أنا بصابر لله فيلة دلو ناضحٍ حتى ألقى الأحبَّة. فقدَّمه ثابت فضربت عنقه، فلمَّا بلغ [أبا بكر] الصدِّيق قوله: ألقى الأحبَّة. قال: يلقاهم والله في نار جهنم خالدًا فيها مخلَّدًا.

قال ابن إسحاق: "فيلة". بالفاء [والياء المثنَّاة من أسفل].

وقال ابن هشام (٢): بالقاف والباء الموحَّدة.

وقال ابن هشام: الناضح: البعير الذي يستقي الماء لسقي النَّخل.

وقال أبو عُبيدة: معناه إفراغة دلو.

قال ابن "إسحاق (٣): وكان رسول الله قد أمر بقتل [كلِّ] من أنبت منهم، فحدَّثني شعبة بن الحجَّاج، عن عبد الملك بن عمير، عن عطيَّة القرظيِّ قال: كان رسول الله قد أمر أن يقتل من بني قريظة كل من أنبت [منهم]، وكنت غلامًا، فوجدوني لم أُنبت فخلَّوا سبيلي.

ورواه أهل "السنن الأربعة (٤) "، من حديث عبد الملك بن عُمير، عن عطية القرظيِّ نحوه.

وقد استدلَّ به من ذهب من العلماء إلى أنَّ إنبات الشَّعر الخشن حول الفرج دليل على البلوغ، بل هو بلوغ في أصحِّ قولي الشافعيِّ.

ومن العلماء من يفرِّق بين صبيان أهل الذمَّة، فيكون بلوغًا في حقهم دون غيرهم؛ لأن المسلم قد يتأذَّى بذلك المقصد.

وقد روى ابن إسحاق (٥)، عن أيوب بن عبد الرحمن، أن سلمى بنتَ قيس أُمَّ المنذر استطلقت من رسول الله رفاعة بن سِمْوالَ، وكان قد بلغ، فلاذ بها، وكان يعرفهم قبل ذلك، فأطلقه لها، وكانت قالت: يا رسول الله، إن رفاعة يزعم أنَّه سيصلِّي ويأكل لحم الجمل. فأجابها إلى ذلك فأطلقه.


(١) في (آ): "شردنا" وأثبت لفظ (ط).
(٢) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٢٤٣).
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٢٤٤).
(٤) هو عند أبي داود رقم (٤٤٠٤) و (٤٤٠٥) وعند الترمذي رقم (١٥٨٤) وعند النسائي في "المجتبى" رقم (٤٩٩٦) وعند ابن ماجه رقم (٢٥٤١) و (٢٥٤٢)، وهو حديث صحيح.
(٥) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٢٤٤).