للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون: واللّه لا نكتبها إلا بسم اللّه الرحمن الرحيم. فقال النبيّ (١): "اكتب باسمك اللهمّ". ثم قال: "هذا ما قاضى عليه محمد رسول اللّه". فقال سهيل: واللّه لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك [عن] البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله. فقال رسول اللّه : "واللّه إني لرسول الله وإن كذّبتموني، اكتب محمد بن عبد الله".

[قال الزهريّ]: وذلك لقوله: "لا يسألوني خطّة يعظّمون فيها حُرُمَات الله، إلّا أعطيتهم إيّاها". فقال له النَّبِيّ : "على أن تخلّوا بيننا وبين البيت فنطوف به". قال سهيل: واللّه لا تتحدّث العرب أنا أُخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل. فكتب، فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منّا رجل، وإن كان على دينك، إلّا رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان اللّه كيف يردّ إلى المشركين وقد جاء مسلمًا. فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يوسُف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد، أول من أقاضيك عليه أن تردّه إليّ. فقال النبي : "إنا لم نقض الكتاب بعد". قال: فواللّه إذًا لم أصالحك على شيء أبدًا. فقال النَّبِيّ : "فأجزه لي". قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: "بلى، فافعل". قال: ما أنا بفاعل. قال مكرز: بل قد أجزناه لك. قال أبو جندل: أي معشر المسلمين، أُردّ إلى المشركين وقد جئت مسلمًا؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ - وكان فد عذّب عذابًا شديدًا في اللّه - قال: فقال عمر، : فأتيت رسول اللّه فقلت: ألست نبيّ اللّه حقًّا؟ قال: "بلى". قلت: ألسنا على الحقِّ، وعدوّنا على الباطل؟ قال: "بلى". قلت: [فلم] نعطي الدّنيّة في ديننا إذًا؟. قال: "إني رسول الله، ولست أعصيه وهو ناصري". قلت: أولست كنت تحدّثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ " [قال]: قلت: لا. قال: "فإنك آتيه ومطوّف به". قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر، أليس هذا نبيّ اللّه حقًّا؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحقّ، وعدوّنا على الباطل؟. قال: بلى. [قال]: قلت: فلم نعطي الدّنِيَّة في ديننا إذًا؟ قال: أيها الرجل، إنه لرسول اللّه، وليس يعصي ربّه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فواللّه إنه على الحقّ. قلت: أليس كان يحدّثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ فقلت: لا. قال: فإنك آتيه ومطوِّف به.

قال الزهريّ: قال عمر: فعملت لذلك أعمالًا. قال: فلمّا فرغ من قضيّة الكتاب، قال رسول اللّه [لأصحابه]: "قوموا فانحروا ثم احلقوا". قال: فواللّه ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلمّا لم يقم منهم أحد دخل على أمّ سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أمّ سلمة: يا نبى اللّه، أتحبّ ذلك؟ اخرج ثم لا تكلّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلمّا رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا. ثم جاءه نسوة مؤمنات، فأنزل الله