للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال رسول الله : "يَرْحَمُكَ ربُّك". فقال عمر بن الخطّاب: وجبت يا رسول اللّه، لو أمتعتنا به. فقُتل يوم خيبر شهيدًا. ثم ذكر صفة قتله كنحو ما ذكره البخاريّ.

قال ابن إسحاق (١): وحدّثني من لا أتّهم، عن عطاء بن أبي مروان الأسلميّ، عن أبيه، عن أبي معتّب بن عمرو أنَّ رسول اللّه لمّا أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم: "قفوا". ثم قال: "اللهمّ ربّ السموات وما أظللن، وربّ الأرضين وما أقللن، وربّ الشياطين وما أضللن، وربّ الرّياح وما أذرَين، فإنّا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّها، وشرّ أهلها، وشرّ ما فيها، أقدموا بسم اللّه". وهذا حديث غريب جدًّا من هذا الوجه.

وقد رواه الحافظ البيهقيّ (٢)، عن الحاكم، عن الأصمّ، عن العطارديّ، عن يونس بن بكير، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، عن صالح بن كيسان، عن أبي مروان الأسلميّ، عن أبيه، عن جدّه قال: خرجنا مع رسول اللّه إلى خيبر، حتى إذا كنّا قريبًا وأشرفنا عليها، قال رسول اللّه للناس: "قفوا". فوقف الناس، فقال: "اللهم ربّ السموات السبع وما أظللن، وربّ الأرضين السبع وما أقللن، وربّ الشياطين وما أضللن، فإنّا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّ هذه القرية، وشرّ أهلها، وشرّ ما فيها، أقدموا بسم اللّه الرحمن الرحيم".

قال ابن إسحاق (٣): وحدّثني من لا أتّهم، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه إذا غزا قومًا لم يُغِر عليهم حتى يصبح، فإن سمع أذانًا أمسك، وإن لم يسمع أذانًا أغار، فنزلنا خيبر ليلًا، فبات رسول الله حتى [إذا] أصبح لم يسمع أذانًا، فركب وركبنا معه، وركبت خلف أبي طلحة، وإنّ قدمي لتمسّ قدم رسول اللّه ، واستقبلنا عُمَّال خيبر غادين، قد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم، فلمّا رأوا رسول اللّه والجيش، قالوا: محمد والخميس معه. فأدبروا هرّابًا، فقال رسول اللّه : "اللّه أكبر، خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين".

قال ابن إسحاق (٤): ثنا هارون، عن حميد، عن أنس، بمثله.

وقال البخاريّ (٥): ثنا عبد اللّه بن يوسف، ثنا مالك، عن حميد الطَّويل، عن أنس بن مالك، أنّ رسول اللّه أثى خيبر ليلًا، وكان إذا أتى قومًا بليل لم يَقْرَبْهُم حتى يصبح، فلمّا أصبح خرجت اليهود


(١) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٢٩).
(٢) انظر "دلائل النبوة" (٤/ ٢٠٣).
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٢٩).
(٤) انظر "السيرة النبوية" (٢/ ٣٣٠).
(٥) في "صحيحه" رقم (٤١٩٧).