للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه مسلم والنّسائيّ جميعًا، عن قُتيبة، به (١).

وفي "صحيح مسلم" والبيهقيّ (٢) من حديث سُهَيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه : "لأعطينّ الراية غدًا رجلًا يحبّ اللّهَ ورسوله، ويحبّه اللّهُ ورسوله يفتح اللّه عليه". قال عمر: فما أحببت الإمارة قطّ إلا يومئذ. فدعا عليًّا فبعثه، ثم قال: "اذهب فقاتل حتى يفتح اللّه عليك، ولا تلتفت". قال عليّ: على ما أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمدًا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم، إلا بحقّها، وحسابهم على اللّه" لفظ البيهقيّ.

وقال الإمام أحمد (٣): ثنا مصعب بن المقدام، وحجين بن المثنّى قالا: ثنا إسرائيل، ثنا عبد اللّه بن عصمة العجليّ، سمعت أبا سعيد الخدريّ، ، يقول: إنّ رسول اللّه أخذ الراية فهزّها، ثم قال: "من يأخذها بحقّها؟ " فجاء فلان فقال: أنا. قال: "أمط". ثم جاء رجل، فقال: "أمط". ثم قال النَّبِيّ : "والذي كرّم وجه محمد، لأعطينّها رجلًا لا يفرّ، هاك يا عليًّا. فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك، وجاء بعجوتهما، وقديدهما. تفرَّد به أحمد، وإسناده لا بأس به، وفيه غرابة. وعبد الله بن عصمة - ويقال: ابن عُصَمَ - هذا يكنّى بأبي علوان العجليّ، وأصله من اليمامة، سكن الكوفة، وقد وثّقه ابن معين، وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو حاتم: شيخ.

وذكره ابن حبّان في "الثّقات" (٤) وقال: يخطئ كثيرًا.

وذكره في "الضّعفاء" وقال (٥): يُحَدِّث عن الأثبات ممَّا لا يشبه حديث الثِّقات، حتى يسبق إلى القلب أنَّها موهومة أو موضوعة.

وقال يونس بن بكير (٦)، عن محمد بن إسحاق: حدّثني بُريدة بن سُفْيَان بن فَرْوَة الأسلميّ، عن أبيه، عن سلمة بن عمرو بن الأَكْوَع [] قال: بعث النَّبِيّ أبا بكر، ، إلى بعض حُصُون خيبر، فقاتل ثم رجع، ولم يكن فتح، وقد جَهد، ثم بعث عمر، ، فقاتل ثم رجع، ولم يكن فتح، فقال رسول الله : "لأعطينّ الراية غدًا رجلًا يحبّه اللّهُ ورسوله، ويحبّ اللّهَ ورسوله، يفتح اللّه على يديه، ليس بفزار". قال سلمة: فدعا رسول اللّه على بن أبي طالب، ، وهو يومئذ أرمد، فتفل في عينيه، ثم قال: "خذ الراية وامض بها، حتى يفتح الله


(١) رواه مسلم رقم (٢٤٠٦)، والنسائي في "السنن الكبرى" رقم (٨١٤٩) و (٨٥٨٧).
(٢) رواه مسلم رقم (٢٤٠٥)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٤/ ٢٠٦).
(٣) رواه أحمد في "المسند" (٣/ ١٦)، وإسناده ضعيف بسبب عبد الله بن عصمة العجلي. وانظر كلام المصنف عليه.
(٤) انظر "كتاب الثقات" (٥/ ٥٧).
(٥) في "كتاب المجروحين" (٢/ ٥).
(٦) انظر "دلائل النبوة" للبيهقي (٤/ ٢٠٩ - ٢١٠).