للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال عليّ، : [من الرجز]

أَنَا الذي سَمَّتني أُمِّي حَيْدَرَه … كَلَيْث غَابَاب شَديد القَسْوَره

أكيلكم بالصَّاع كيل السَّنْدَرَهْ

قال: فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ بضربة، فقدّ الحجر والمغفر ورأسه، ووقع في الأضراس، وأخذ المدينة (١).

وقد روى الحافظ البزّار (٢)، عن عبَّاد بن يعقوب، عن عبد اللّه بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قصة بعثِ أبي بكر، ثم عمر يوم خيبر، ثم بعثِ عليّ، فكان الفتح على يديه. وفي سياقه غرابة ونكارة، وفي إسناده من هو متّهم بالتشيع. والله أعلم.

وقد روى مسلم والبيهقيّ (٣) واللفظ له، من طريق عِكْرِمَة بن عَمَّار، عن إياس بن سَلَمة بن الأَكْوَع، عن أبيه، فذكر حديثًا طويلًا، وذكر فيه رجوعهم من غزوة بني فزارة. قال: فلم نمكث إلا ثلاثًا، حتى خرجنا إلى خيبر. قال: وخرج عامر، فجعل يقول: [من الرجز]

واللّه لَولا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا … وَلا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

وَنَحْنُ مِنْ فَضْلِكَ مَا استَغْنَيْنَا … فَأَنْزِلَنْ سَكِيْنَةً عَلَيْنَا

وَثبِّت الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

قال: فقال رسول الله : "من هذا القائل؟ " فقالوا: عامر. فقال: "غفر لك ربّك". قال: وما خصّ رسُول اللّه قطّ أحدًا [به] إلا استُشهد. فقال عمر وهو على جمل: لولا متّعتنا بعامر.

قال: فقدمنا خيبر، فخرج مرحب وهو يخطِر بسيفه ويقول (٤): [من الرجز]

قَدْ عَلِمَتْ خَيبرُ أَنِّي مَرْحَبُ … شَاكِي السِّلاح بَطَلٌ مجربُ

إِذَا الحُروبُ أَقْبَلَتْ تَلهّبُ

قال: فبرز له عامر، ، وهو يقول: [من الرجز]

قد عَلِمَتْ خيبرُ أنِّي عَامِرُ … شَاكي السِّلاح بَطَلٌ مُغَامِرُ

قال: فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، فذهب يسفّل له، فرجع على نفسه،


(١) انظر "زاد المعاد" (٣/ ٢٨٥).
(٢) انظر "كشف الأستار" (٢٥٤٥) وفيه حكيم بن جبير، وهو ضعيف
(٣) رواه مسلم رقم (١٨٠٧) والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٢٠٧).
(٤) انظر "زاد المعاد" (٣/ ٢٨٣).