للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى الإمام أحمد (١) وأهل السنن (٢): من حديث أبي المتوكل، عن أبي سعيد، قال: كان رسول اللَّه يقول: "أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم من هَمْزهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ" (٣). وجاء مثلُه من رواية جبير بن مطعم وعبد اللَّه بن مسعود وأبي أمامة الباهلي.

وتفسيرُه في الحديث: فهمزه الموتة، وهو الخَنْقُ الذي هو الصَّرْع. ونفخُه: الكِبَرُ. ونَفْثُه: الشِّعْرُ.

وثبتَ في الصحيحين (٤): عن أنس، أنَّ رسولَ اللَّه كان إذا دخل الخَلاء قال: "أعوذُ باللَّه من الخُبْثِ والخَبائِثِ" قال كثيرٌ من العلماء: استعاذ من ذُكرانِ الشياطينِ وإناثهم.

وروى الإمام أحمد (٥): عن سُرَيْج، عن عيسى بن يُونس، عن ثَوْر، عن الحُصَيْن، عن أبي سعدٍ الخير -وكان من أصحاب عمرَ- عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللَّه : "ومنْ أتى الغائطَ فليستتر، فإن لم يجدْ إلا أن يجمعَ كثيبًا من رملٍ فليستدبرْه، فإنَّ الشيطان يلعبُ بمقاعدِ بني آدمَ، منْ فعلَ فقد أحسنَ، ومنْ لا فلا حَرَج".

ورواه أبو داود وابن ماجه (٦) من حديث ثور بن يزيد به.

وقال البخاري (٧): حدَّثنا عثمانُ بن أبي شيبةَ، حدَّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عديِّ بن ثابت، قال: قال سليمانُ بن صُرَد: استبِّ رجلان عند النبيِّ ونحنُ عندَه جلوسٌ، فأحدُهما يسبُّ صاحبَه مُغضَبًا قد احمرَّ وجهُه، فقال النبيُّ : "إنِّي لأعلمُ كلمةً لو قالَها لذهبَ عنه ما يجدُ، لو قالَ: أعوذُ باللَّه من الشيطان الرجيم" فقالوا للرجل: ألا تسمعُ ما يقولُ النبيُّ ؟ فقال: إني لستُ بمجنون.

ورواه أيضًا مسلم وأبو داود والنَّسائي من طرقٍ عن الأعمش (٨).

وقال الإمام أحمد (٩): حدَّثنا محمد بن عُبيد، حدَّثنا عُبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنَّ رسولَ اللَّه قال: "لا يأكلْ أحدُكم بشمالِه ولا يشربْ بشمالِه، فإنَّ الشيطانَ يأكلُ بشمالِه، ويشربُ


(١) في مسنده (٣/ ٥٠ و ٦٩).
(٢) أخرجه أبو داود (٧٧٥)، والترمذي (٢٤٢)، وابن ماجه (٨٠٤)، والنسائي (٢/ ١٣٢).
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٣٨) وأبو داود في سننه (٧٧٥) في الصلاة، والترمذي (٢٤٢) في الصلاة.
أقول: وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (١٤٢) في الوضوء، ومسلم في صحيحه (٣٧٥) في الحيض.
(٥) في المسند (٢/ ٣٧١) رقم (٨٨٢٤)، وإسناده ضعيف.
(٦) أخرجه أبو داود في سننه (٣٥) في الطهارة، وابن ماجه في الطهارة (٣٣٧) وفى (٣٤٩٨) فى الطب مختصرًا، وإسناده ضعيف.
(٧) في صحيحه (٣٢٨٢) في بدء الخلق.
(٨) أخرجه مسلم في صحيحه (٢٦١٠) في البر، وأبو داود (٤٧٨١) في الأدب، والنسائي (١٠٢٢٤) في السنن الكبرى.
(٩) في المسند (٢/ ٨٠).