للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرجه البخاريُّ أيضًا، والنَّسائيُّ، وابن ماجه (١)، من حديث منصور بن المعتمر به.

وقال البخاري (٢): حدَّثنا محمد بن يُوسف، أخبرنا الأوزاعيُّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرة، قالَ: قالَ رسول اللَّه : "إذا نُودي بالصَّلاة أدبرَ الشيطانُ وله ضُراطٌ، فإذا قُضِيَ أقبلَ، فإذا ثُوِّبَ بها أدبرَ، فإذا فُضِيَ أقبلَ حتَّى يخْطِرَ بين الإنسان وقلبهِ، فيقولُ: اذكرْ كذا وكذا، حتى لا يَدري أثلاثًا صلَّى أم أربعًا، فإذا لم يدرِ أثلاثًا صلَّى أم أربعًا سجدَ سجدتَي السَّهْو" هكذا رواه منفردًا به من هذا الوجه.

وقال أحمد (٣): حدَّثنا أسودُ بن عامر، حدَّثنا جعفر -يعني الأحمر- عن عطاء بن السائب، عن أنس، قالَ: قالَ رسولُ اللَّه : "راصُّوا الصفوفَ فإن الشيطانَ يقومُ في الخلل".

وقال أحمد (٤): حدَّثنا أبان، حدَّثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أنَّ نبيَّ اللَّهِ كان يقولُ: "راصُّوا صُفوفكم وقاربُوا بينها، وحاذُوا بين الأعناق، فوالذي نفسُ محمَّدٍ بيده إني لأرى الشيطان يدخل بين خلل الصف كأنَّهُ الحَذَف".

وقال البخاري (٥): حدَّثنا أبو مَعْمر، حدَّثنا عبدُ الوارث، حدَّثنا يونسُ، عن حُميدٍ بن هلالٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسولُ اللَّه : "إذا مرَّ بين يديْ أحدكُم شيء [وهو يُصلِّي] فليمنعْه، فإن أبى فليمنعْه، فإن أبى فليقاتلْه، فإنما هو شيطان".

ورواه أيضًا مسلم وأبو داود (٦) من حديث سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال به.

وقال الإمام أحمد (٧): حدَّثنا أبو أحمد، حدَّثنا مسرَّةُ بن مَعْبد، حدَّثنا أبو عُبيد حاجب سُليمان، قال: رأيتُ عطاءَ بن يزيد الليثي قائمًا يُصلّي، فذهبتُ أمرُّ بين يديْه فردَّني، ثم قال: حدَّثني أبو سعيد الخُدْريّ؛ أنَّ رسولَ اللَّه قام يُصلِّي صلاةَ الصُّبْح وهو خلفه، فقرأ، فالتبستْ عليه القراءةُ، فلما فرغَ من صلاتِه قال: "لو رأيتموني وإبليس، فأهويتُ بيدي، فما زلتُ أخْنقه حتى وجدتُ بردَ لُعابهِ بين إصبعيَّ هاتين: الإبهام والتي تليها، ولولا دعوةُ أخي سُليمان لأصبحَ مربوطًا بساريةٍ من سَواري


(١) أخرجه البخاري (١١٤٤) في التهجد، والنسائي (٣/ ٢٠٤) في قيام الليل، وابن ماجه (١٣٣٠) في إقامة الصلاة.
(٢) في صحيحه (٣٢٨٥) في بدء الخلق.
(٣) في المسند (٣/ ١٥٤) وفيه: فإن الشياطين.
(٤) في المسند (٣/ ٢٦٠) وفيه: فإن الشياطين تدخل. والحَذَفُ: هي الغنم الصِّغار الحجازية، واحدتها حَذَفة.
(٥) في صحيحه (٣٢٧٤) في بدء الخلق.
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه (٥١٠ و ٢٦٥) في الصلاة، وأبو داود (٧٠٢) في الصلاة.
(٧) في المسند (٣/ ٨٢).