للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كافرًا قال: لما التقينا نحن ورسول الله والمسلمون، لم يقوموا لنا حلب شاةٍ، فجئنا نهُش سيوفنا بين يدي رسول الله ، حتى إذا غشيناه، فإذا بيننا وبينه رجالٌ حسان الوجوه فقالوا: شاهت الوجوه، فارجعوا. فهُزِمنا من ذلك الكلام. رواه البيهقيُّ (١).

وقال يعقوب بن سفيان (٢): ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا الوليد بن مسلم، حدَّثني محمد بن عبد الله الشُعيثيُّ، عن الحارث بن بدل النَّصريِّ، عن رجلٍ من قومه شهد ذلك يوم حنين، وعمرو بن سفيان الثَّقفيِّ قال: انهزم المسلمون يوم حنين، فلم يبق مع رسول الله إلا عباسٌ وأبو سفيان بن الحارث. قال: فقبض رسول الله قُبضةً من الحصباء، فرمى بها في وجوههم. قال: فانهزمنا فما خيِّل إلينا إلا أنَّ كلَّ حجرٍ أو شجرٍ فارسٌ يطلبنا. قال الثَّقفيُّ: فأعجزتُ على فرسي حتى دخلت الطائف.

وروى يونس بن بُكير في "مغازيه" (٣) عن يوسف بن صُهَيب عن عبد الله (٤) أنه لم يبق مع رسول الله يوم حُنَين إلا رجلٌ واحدٌ اسمه زيدٌ.

وروى البيهقيُّ (٥) من طريق الكُدَيميِّ، ثنا موسى بن مسعودٍ، ثنا سعيد بن السائب بن يسار الطائفيُّ، عن السائب بن يسار، عن يزيد بن عامر السُّوائيِّ أنه قال: عند انكشافةٍ انكشفها المسلمون يوم حنين فتبعهم الكفار، وأخذ رسول الله قبضةً من الأرض، ثم أقبل على المشركين فرمى بها وجوههم وقال: "ارجعوا شاهت الوجوه". فما أحدٌ يلقى أخاه إلا وهو يشكو قذىً في عينيه.

ثم روى (٦) من طريقين، عن أبي حذيفة، ثنا سعيد بن السَّائب بن يسار الطائفيُّ، حدَّثني أبي السائب بن يسار، سمعت يزيد بن عامرٍ السُّوائيَّ - وكان شهد حنينًا مع المشركين ثم أسلم بعدُ - قال: فنحن نسأله عن الرُّعب الذي ألقى الله في قلوب المشركين يوم حنين كيف كان؟ قال: فكان يأخذ لنا بحصاةٍ فيرمي بها في الطَّست فيطِنُّ. قال: كنا نجد في أجوافنا مثل هذا.

وقال البيهقيُّ (٧): أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس، عن محمد بن بكير الحضرميِّ، ثنا أيوب بن جابر، عن صدقة بن


(١) في "دلائل النبوة" (٥/ ١٤٣).
(٢) انظر "المعرفة والتاريخ" (١/ ٣٢٧).
(٣) وهو مرسل، البزار في "كشف الأستار" رقم (١٨٢٨) من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه موصولًا. قال البزار: لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا رواه عن عبد الله إلا يوسف بن صهيب، وهو كوفي مشهور.
(٤) يعني عبد الله بن بريدة.
(٥) في "دلائل النبوة" (٥/ ١٤٣).
(٦) يعني البيهقي في "دلائل النبوة" (٥/ ١٤٤).
(٧) انظر "دلائل النبوة" (٥/ ١٤٥).