للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا أحفظها، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "وكنتم لا تركبون الخيل". وكلما قال لهم شيئًا قالوا: بلى يا رسول الله. ثم ذكر بقية الخطبة كما تقدّم. تفرَّد به أحمد أيضًا.

وهكذا رواه الإمام أحمد (١) منفردًا به من حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيدٍ بنحوه.

ورواه أحمد (٢) أيضًا عن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابرٍ مختصرًا.

وقال سفيان بن عُيينة، عن عمر بن سعيد بن مسروقٍ، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديجٍ، عن جدِّه رافع بن خديجٍ، أن رسول الله أعطى المؤلَّفة قلوبهم من سبي حنين مئة من الإبل، فأعطى أبا سفيان بن حربٍ مئةً، وأعطى صفوان بن أمية مائةً، وأعطى عيينة بن حصنٍ مئةً، وأعطى الأقرع بن حابسٍ مئةً، وأعطى علقمة بن علاثة مئةً، وأعطى مالكَ بن عوفٍ مئةً، وأعطى العباس بن مرداس دون المئة، ولم يبلغ به أولئك، فأنشأ يقول (٣): [من المتقارب]

أتجعل نهبي ونهب العُبَيـ … ـــــد بين عُيينة والأَقرعِ

فما كان حصنٌ ولا حابسٌ … يفوقان مرداس في المجمعِ

وما كنت دون امريءٍ منهما … ومن تخفض اليوم لا يُرفعِ

وقد كنتُ في الحرب ذا تُدرإٍ … فلم أُعط شيئًا ولم أُمنعِ

قال: فأتمَّ له رسول الله مئةً.

رواه مسلم (٤) من حديث ابن عيينة بنحوه، وهذا لفظ البيهقيِّ (٥).

وفي روايةٍ ذكرها موسى بن عقبة وعروة بن الزبير وابن إسحاق: فقال: [من المتقارب]

كانت نهابًا تلافيتها … بكرِّي على المُهر في الأجرعِ

وإيقاظيَ الحيَّ أن يرقدوا … إذا هجع الناس لم أهجعِ

فأصبح نهبي ونهب العبيـ … ـــد بين عيينة والأقرعِ

وقد كنت في الحرب ذا تُدرإٍ … فلم أُعط شيئًا ولم أُمنعِ

إلا أفائل أعطيتُها … عديد قوائمها الأربعِ


(١) في "المسند" (٣/ ٥٧)، وإسناده صحيح.
(٢) في "المسند" (٣/ ٣٤٧)، وإسناده ضعيف.
(٣) بعض هذه الأبيات والتي بعدها في "ديوان العباس بن مرداس" ص (١١١ - ١١٢) بتقديم وتأخير.
(٤) رواه مسلم رقم (١٠٦٠) (١٣٧).
(٥) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٥/ ١٧٨ - ١٧٩).