للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما كان حصنٌ ولا حابسٌ … يفوقان مرداسَ في المجمعِ

وَمَا كنت دون امرئ منهما … ومن تضع اليوم لا يُرفعِ

قال عروة، وموسى بن عقبة عن الزهريِّ: فبلغ ذلك رسول الله فقال له: "أنت القائل: أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعُيينة؟ " فقال أبو بكرٍ: ما هكذا قال يا رسول الله، ولكن والله ما كنت بشاعرٍ وما ينبغي لك. فقال: "كيف قال؟ ". فأنشده أبو بكرٍ، فقال رسول الله : "هما سواءٌ، ما يضرُّك بأيِّهما بدأت". ثم قال رسول الله : "اقطعوا عني لسانه". فخشي بعض الناس أن يكون أراد المُثلة به، وإنما أراد النَّبيُّ العطية. قال: وعبيدٌ فرسه.

وقال البخاريُّ (١): حدَّثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو أسامة، عن بُريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: كنت عند النبيِّ ، وهو نازلٌ بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلالٌ، فأتى رسول الله أعرابيٌّ فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: "أبشر". فقال: قد أكثرت عليَّ من أَبشر. فأقبل على أبي موسى وبلالٍ كهيئة الغضبان فقال: "ردَّ البشرى فاقبلا أنتما" [قالا: قبلنا] ثم دعا بقدحٍ فيه ماءٌ، فغسل يديه ووجهه فيه ومجَّ فيه، ثم قال: "اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا". فأخذا القدح ففعلا، فنادت أمُّ سلمة من وراء السِّتر أن أفضلا لأمِّكما. فأفضلا لها منه طائفةً. هكذا رواه.

وقال البخاريُّ (٢): حدَّثنا يحيى بن بكيرٍ، ثنا مالكٌ، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالكٍ قال: كنت أمشي مع رسول الله وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ، فجذبه جذبةً شديدةً، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله قد أثَّرت به حاشية الرِّداء من شدة جذبته، ثم قال: مُرْ لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاءٍ.

وقد ذكر ابن إسحاق (٣) الذين أعطاهم رسول الله يومئذٍ مئةً من الإبل، وهم؛ أبو سفيان صخر بن حربٍ، وابنه معاوية، وحكيم بن حزام، والحارث بن كَلَدة أخو بني عبد الدار، وعلقمة بن عُلاثة، والعلاء بن جارية الثَّقفيُّ حليف بني زهرة، والحارث بن هشامٍ، وجبير بن مطعمٍ، ومالك بن عوفٍ النَّصريُّ، وسهيل بن عمروٍ، وحويطب بن عبد العزَّى، وعُيينة بن حصنٍ، وصفوان بن أُمية، والأقرع ابن حابسٍ.

قال ابن إسحاق (٤): وحدَّثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيميُّ، أن قائلًا قال لرسول الله من


(١) رواه البخاري رقم (٤٣٢٨).
(٢) رواه البخاري رقم (٣١٤٩).
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٤٩٢).
(٤) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٤٩٦).