للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أحمد: وحدَّثنا عفَّان، حدَّثنا حَمَّاد، عن عمَّار بن أبي عمَّار، عن أبي هريرة، عن النبيِّ ، وحُمَيْد، عن الحسن، عن رجلٍ -قال حمَّاد: أظنُّه جُنْدُبَ بن عبد اللَّه البجلي- عن النبي ، قال: "لقيَ آدمُ موسى. . . " فذكرَ معناه (١). تفرَّد به أحمد من هذا الوجه.

وقال أحمد: حدَّثنا حُسين، حدَّثنا جرير -هو ابن حازم- عن محمد -هو ابن سيرين- عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللَّه : "لقيَ آدمُ موسى، فقالَ: أنت آدمُ الذي خلقكَ اللَّه بيده، وأسكنكَ جنَّته، وأسجد لك ملائكتَه، ثمَّ صنعتَ ما صنعتَ؟ قال آدمُ: يا موسى (٢) أنتَ الذي كلَّمه اللَّه، وأنزلَ عليه التوراةَ؟ قال: نعم. قال: فهل تجده مكتوبًا عليّ قبل أن أخلقَ؟ قال: نعم. قال: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى" (٣).

وكذا رواه حمَّاد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، رفعه. وكذا رواه عليُّ بن عاصم، عن خالد وهشام، عن محمد بن سيرين. وهذا على شرطهما من هذه الوجوه.

وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا يونسُ بن عبد الأعلى، أنبأنا ابنُ وَهْبٍ، أخبرني أنس بن عياض، عن الحارث بن أبي ذُباب، عن يزيدَ بن هُرْمزٍ، سمعتُ أبا هريرةَ يقولُ: قال رسول اللَّه : "احتجَّ آدمُ وموسى عند ربِّهما، فحجَّ آدمُ موسى. قال موسى: أنتَ الذي خلقكَ اللَّه بيده، ونفخَ فيكَ من روحِه، وأسجدَ لك ملائكتَه، وأسكنكَ جنَّته، ثم أهْبَطْتَ النَّاسَ إلى الأرض بخطيئتكَ؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاكَ اللَّه برسالتِه وكلامِه، وأعطاكَ الألواحَ فيها تبيانُ كلِّ شيءٍ، وقرَّبك نجيًّا، فبكم وجدتَ اللَّهَ كتبَ التوراةَ؟ قال موسى: بأربعين عامًا. قال آدم: فهل وجدتَ فيها ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه: ١٢١] قال: نعم. قال: أفتلومني على أن عملتُ عملًا كتبَ اللَّه على أن أعمَله قبل أن يخلُقَني بأربعين سنة؟ قال: قال رسول اللَّه : فحجَّ آدمُ موسى" (٤).

قال الحارثُ: وحدَّثني عبدُ الرحمن بن هُرْمزَ بذلكَ، عن أبي هريرةَ، عن رسول اللَّه .

وقد رواه مسلم (٥): عن إسحاق بن موسى الأنصاري، عن أنس بن عِياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب، عن يزيد بن هُرْمز والأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، عن النبيِّ بنحوه.

وقال أحمد: حدَّثنا عبدُ الرزاق، أنبأنا مَعْمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،


(١) في المسند (٢/ ٤٦٤)، وهو حديث بطرقه.
(٢) في المسند: فقال آدم لموسى.
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٣٩٢)، وهو حديث صحيح.
(٤) انظر تهذيب تاريخ ابن عساكر (٢/ ٣٤٦) وتفسير ابن كثير (٣/ ٢١٢).
(٥) في صحيحه (٢٦٥٢) (١٥) في القدر.