للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قال رسول اللَّه : "احتج آدمُ وموسى، فقال موسى لآدم: يا آدم! أنتَ الذي أدخلتَ ذرِّيتَكَ النَّارَ. فقال آدمُ: يا موسى! اصطفاكَ اللَّه برسالاتِه وبكلامِه، وأنزلَ عليكَ التوراةَ، فهل وجدتَ أني أهبطُ؟ قال: نعم. قال: فحجَّه آدمُ" (١) وهذا على شرطهما، ولم يُخرِّجاه من هذا الوجه. وفي قوله: أدخلتَ ذرِّيتك النَّار، نكارة.

فهذه طرقُ هذا الحديث عن أبي هريرة، رواه عنه حُمَيْد بن عبد الرحمن، وذَكْوان أبو صالح السَّمَّان، وطاووس بن كَيْسان، وعبدُ الرحمن بن هُرْمُز الأعرج، وعمَّار بن أبي عمَّار، ومحمّدُ بن سيرين، وهمَّام بن مُنبّه، ويزيدُ بن هُرْمز، وأبو سلمةَ بنُ عبد الرحمن.

وقد رواه الحافظ أبو يَعلى المَوْصلي في "مسنده" (٢): من حديث أمير المؤمنين عمرَ بن الخطَّاب فقال: حدَّثنا الحارثُ بن مسكين المصري، حدَّثنا عبدُ اللَّه بن وَهْب، أخبرني هشامُ بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمرَ بن الخطَّاب، عن النبيِّ ، قال: "قال موسى : يا ربِّ أرنا آدمَ الذي أخرجنَا ونفسَه من الجنَّة. فأراه آدمَ . فقال: أنت آدمُ؟ فقال: نعم. قال: أنتَ الذي نفخَ اللَّه فيك من روحه، وأسجد لك ملائكتَه، وعلَّمك الأسماء كلّها؟ قال: نعم. قال: فما حملكَ على أنْ أخرجتَنا ونفسَك من الجنَّة؟ فقال له آدم: منْ أنتَ؟ قال: أنا موسى. قال: أنت موسى نبيُّ بني إسرائيل؟ أنتَ الذي كلَّمكَ اللَّه من وراء الحجاب، فلم يجعلْ بينك وبينَه رسولًا من خَلْقِه؟ قال: نعم. قال: تلومُني على أمرٍ قد سبقَ من اللَّه ﷿ القضاءُ به قبلُ؟! قال رسول اللَّه : فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى".

ورواه أبو داود (٣): عن أحمد بن صالح المِصْري، عن ابن وَهْب، به (٤).

قال أبو يعلى: وحدَّثنا محمد بن المثنَّى، حدَّثنا عبدُ الملك بن الصباح المِسْمعيّ، حدَّثنا عِمْران، عن الرُّدَيْنيِّ بن أبي مِجْلزٍ، عن يحيى بن يعمَر، عن ابن عمرَ، عن عمرَ -قال أبو محمد: أكبرُ ظنِّي أنَّه رفعه- قال: "التقى آدمُ وموسى، فقالَ موسى لآدمَ: أنتَ أبو البشر، أسكنكَ اللَّه جنَته، وأسجدَ لكَ ملائكتَه؟ قال آدمُ: يا موسى! أما تجدُه عليَّ مكتوبًا؟ قال: فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى" (٥).

وهذا الإسناد أيضًا لا بأسَ به، واللَّه أعلم.


(١) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٢٦٨)، وهو حديث صحيح دون قوله: "أدخلتَ ذريتك الجنة".
(٢) (٢٤٣) وهو حديث حسن.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٧٠٢) في القدر.
(٤) في إسناده ضعف، ولكن له شواهد يقوى بها.
(٥) أخرجه أبو يعلى في المسند (٢٤٤) وهو حديث حسن.