للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قلت: كنوز (١) ابن هُرْمُز!. قال: "نعم كسرى بن هرمز، وَلَيُبْذَلَنَّ المالُ حتّى لا يقبلَه أحدٌ. قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة: تخرج (٢) من الحيرة، تطوفُ بالبيتِ، في غيرِ جِوار، ولقد كنتُ فيمن فتح كنوزَ كِسْرى، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة، لأنّ رسولَ الله قد قالها.

ثم قال أحمد (٣): حدّثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة عن رجل، وقال حماد: وهشام (٤)، عن محمد، عن أبي عبيدة، ولم يذكُرْ عن رجلٍ، قال: كنتُ أسألُ النّاسَ عن حديث عديِّ بن حاتم، وهو إلى جنبي ولا أسأله، قال: فأتيته فسألته، فقال: نعم … فذكر الحديث.

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي (٥): أنبأنا أبو عمرو الأديب، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا النضر بن شُميل، أنبأنا إسرائيل، أنبأنا سعد الطائي، أنبأنا مُحِلُّ (٦) بن خليفة، عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبيِّ إذ أتاه رجلٌ فشكَى إليه الفاقةَ، وأتاهُ آخرُ فشكى إليه قطعَ السبيل. قال: "يا عدي بن حاتم، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أُنْبئتُ عنها". قال: "فإن طالت بكَ حياةٌ لترينَّ (الظعينةَ ترتحلُ من الحيرةِ حتى تطوفَ بالكعبة، لا تخافُ أحدًا إلا الله ﷿" قال: قلت في نفسي (٧): فأين دُعّارُ (٨) طيئ الذين سعّروا (٩) البلاد "ولئن طالت بك حياة، لتُفتحن كنوز كسرى بن هرمز" قلت: كسرى بن هرمز! قال: كسرى بن هرمز. "ولئن طالت بك حياة" (١٠) لترين الرجل يخرجُ بملء كفّه من ذهبٍ أو فضةٍ، يطلب من يقبلُه منه، فلا يجد أحدًا يقبله منه، ولَيَلْقين اللهَ أحدُكم يومَ يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم". قال عدي: سمعتُ رسولَ الله يقول: "اتّقوا النارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فإن لم تجد (١١) شِقَّ تمرةٍ فبكلمةٍ طيبةٍ". قال عدي: فقد رأيتُ الظعينةَ ترتحلُ من


(١) في المسند: (كسرى).
(٢) ط: (تأتي) وما أثبته عن المسند.
(٣) مسند الإمام أحمد (٤/ ٢٥٨ و ٣٧٩)، وإسناده حسن.
(٤) في المسند (حماد عن هشام).
(٥) دلائل النبوة (٥/ ٣٤٣).
(٦) تهذيب التهذيب (١٠/ ٦٠).
(٧) في دلائل النبوة: "فيما بيني وبين نفسي".
(٨) في الأصول: (ذعار)، وهي جمع داعر والمقصود قُطَّاع الطريق (فتح الباري ٦/ ٦١٣).
(٩) سَعَّروا أي أوقدوأ نار الفتنة (فتح الباري ٦/ ٦١٣).
(١٠) ما بين القوسين ساقط من أ.
(١١) ط: (فإن لم تجدوا).